وكالات/الحرة
منذ عام 1776 حيث أعلن ممثلو 13 مستعمرة أميركية في الكونغرس “القاري”، كما كان يدعى آنذاك، استقلالهم عن بريطانيا، يحيي الأميركيون هذه الذكرى من كل عام بالمسيرات، والأعلام، والشواء في الهواء الطلق، وبالطبع الكثير من الألعاب النارية التي تسمع أصواتها في كل مكان.
لماذا الألعاب النارية إذن؟
يتميز هذا العيد، الذي يعتبر من بين الأهم في أميركا إن لم يكن أهمها على الإطلاق، بأنه يقترن بإطلاق الألعاب النارية في كل مكان تقريبا في شبه القارة، لتضاء الولايات المتحدة “من طرفها إلى الطرف الآخر” كما تنبأ، جون آدامز، أحد الأباء المؤسسين للولايات المتحدة.
وفي رسالة لزوجته، عقب توقيع مندوبي الولايات لإعلان الاستقلال، كتب آدامز رسالة مبتهجة يقول فيها “أعتقد أن هذا اليوم سيتم الاحتفال فيه عبر الأجيال القادمة، يجب أن يكون الاحتفال رسميا ويتميز بالفخامة والمواكب، يجب أن تكون هناك ألعاب رياضية ورمي بالبنادق، إشعال نيران وإضاءة متصلة من نهاية القارة إلى نهايتها الأخرى، من هذا اليوم وإلى الأبد”.
وفي العام التالي، بدأت احتفالات الأميركيين فعلا بالطريقة التي وصفها آدامز، وبقي احتفال الألعاب النارية إلى هذا اليوم أحد مميزات عيد الاستقلال الأميركي.
قصة توقيع إعلان الاستقلال
في بداية المعارك الأولى في الحرب بين الثوار والبريطانيين في أبريل من عام 1775، كان القليل من ممثلي المستعمرات يرغبون بالاستقلال التام عن بريطانيا، بل إن من دعا لذلك اعتبر “متطرفا” بحسب موقع History الأميركي، قبل أن يؤدي تعامل الجيش البريطاني مع الأميركيين إلى تأجيج مشاعر الرفض للتاج.
وفي ليلة الثاني من يوليو من العام 1776، وصلت أنباء إلى ممثلي المستعمرات الأميركية بأن قوات بريطانية تبحر في طريقها لإخماد ثورة القوات القارية، التي كان يقودها جورج واشنطن، الذي أصبح فيما بعد أول رئيس أميركي.
ردا على هذا الخطر، قرر ممثلو المستعمرات توقيع إعلان الاستقلال التاريخي، الذي كتبه توماس جيفرسون بالاشتراك مع آدامز نفسه، ليستقلوا عن المملكة البريطانية وعن التاج البريطاني.
في ذلك اليوم، لم يصوت كل ممثلي المستعمرات الـ13 على الاستقلال، إذ بقيت مستعمرة نيويورك التي كان الجيش البريطاني يتجه إليها، حتى التاسع من يوليو قبل أن تنضم إلى باقي المستعمرات.
واعتمد الكونغرس في الرابع من يوليو الإعلان، بعد إجراء 86 تعديلا عليه، ليقام أول احتفال بعيد الاستقلال في العام اللاحق، 1777، في مدينة فلادلفيا بولاية بنسلفانيا.
وينقل موقع History عن عدد يوم الخامس من يوليو لعام 1777 لصحيفة محلية خبرا يقول “جرى تنظيم حفل بمناسبة يوم الاستقلال، حيث ارتدى الجميع أزهى بزاتهم، ومر العسكريون ورجال البحرية في استعراض مهيب وأنيق، كما ضربت المدفعية 13 طلقة (في تحية للمستعمرات الـ13) وأقيم عرض ألعاب نارية زاه في الولاية”.
ويقول موقع History إن آدامز عاش ليرى بالضبط 50 احتفالا بعيد الاستقلال، حيث توفي في الرابع من يوليو لعام 1826، في منزله في كوينسي، ماساتشوستس.
وفي عام 1870 أقر الكونغرس يوم الرابع من يوليو عطلة رسمية، فيما كتب بعدها بعشرين عاما إن “الرابع من يوليو هو أعظم حدث بالنسبة لصناعة الألعاب النارية في الولايات المتحدة”.
لكن بسبب الحوادث، تحاول بعض الولايات فرض قيود على استخدام الألعاب النارية، ومنها ولاية ماساتشوستس، مسقط رأس آدامز نفسه، التي أعلنت حظرا على استخدام الألعاب النارية التجارية في قرار حمل عنوان “اترك الألعاب النارية للمحترفين”.
مع هذا، تصرف الولايات المتحدة مليار دولار تقريبا على الألعاب النارية في كل عام، في تقليد لا يبدو أنه سيتوقف قريبا.