شهد حي «صن ست بارك» في بروكلين حادثة سطو مسلح وعنيفة داخل مركز سبا يعمل على مدار الساعة، حيث اقتحم ثلاثة رجال المكان في ساعات الفجر الأولى، واعتدوا بالضرب على العاملين والزبائن تحت تهديد السكاكين، قبل أن يسرقوا مبالغ مالية ومقتنيات شخصية قيّمة ويلوذوا بالفرار، في حادثة تثير القلق بشأن أمن المنشآت الصغيرة العاملة ليلاً في أحياء المهاجرين.
كيف وقع الهجوم وما الذي حدث داخل المركز؟
وفقاً لرواية الشرطة وتقارير وسائل الإعلام المحلية، وقع الحادث قرابة الساعة 3:22 فجراً داخل مركز سبا في شارع 57 بالحي، حيث دخل ثلاثة رجال إلى المكان متظاهرين بأنهم زبائن عاديون، وبدأوا بسؤال العاملين عن الأسعار والخدمات، في مشهد يبدو طبيعياً للوهلة الأولى في منشأة تعمل 24 ساعة.
لكن سرعان ما تغيّر الموقف عندما استلّ المهاجمون سكاكين وبدأوا في تهديد الموجودين، وأمروا أربعة من العاملين وأربعة من الزبائن بالاستلقاء أرضاً ووجوههم إلى الأسفل في الجزء الخلفي من المركز. مقطع فيديو حصري حصلت عليه وسائل الإعلام أظهر المهاجمين وهم يوجّهون ضربات عنيفة بالأيدي والأقدام لأي شخص حاول التحدث أو الاعتراض، في مشهد صادم يعكس مستوى القسوة والعنف المستخدم في السطو.
إصابات ونقل إلى المستشفى وسرقة آلاف الدولارات
الشرطة أفادت بأن خمسة أشخاص نُقلوا إلى المستشفى، بينهم اثنان على الأقل تعرضا لكدمات وإصابات قوية. مدير المركز، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، أوضح أن المهاجمين لم يكتفوا بأخذ ما في صندوق الكاشير من أموال، بل قاموا أيضاً بسرقة مجوهرات ونقود ومعاطف وأحذية من الزبائن الذين كانوا داخل المركز وقت الهجوم، ما رفع قيمة المسروقات إلى آلاف الدولارات.
وبعد تنفيذ السرقة، غادر الرجال الثلاثة المكان بسرعة قبل وصول الشرطة، مستغلين عامل المفاجأة وساعات الفجر التي تكون فيها حركة المشاة أقل نسبياً، على الرغم من أن الحي معروف بازدحامه السكاني ووجود عدد كبير من المتاجر والمنشآت التي تخدم الجاليات الآسيوية والعربية وغيرها.
التحقيقات الجارية ونداء للمساعدة من السكان
الشرطة نشرت صوراً لاثنين من المشتبه بهم التُقطت عبر كاميرات مراقبة في المنطقة، وطلبت من أي شخص يمتلك معلومات عن هويتهم الاتصال بخط «محطّة البلاغات المجهولة – Crime Stoppers» في إدارة شرطة نيويورك. هذا النوع من النداءات يعتمد على تعاون السكان، خاصةً في الأحياء التي قد يتردد فيها بعض الشهود عن التقدّم للشرطة بسبب مخاوف متعلقة بالهجرة أو بتجارب سابقة مع السلطات.
في الوقت ذاته، يثير الحادث نقاشاً حول تأمين المنشآت الصغيرة التي تعمل طوال الليل، مثل السبا ومحلات البقالة والمطاعم، والتي تشغّل عدداً كبيراً من العمال المهاجرين، ومنهم عرب. فوجود كاميرات مراقبة عالية الجودة، وأنظمة إنذار، وتعاون وثيق مع الشرطة المحلية، يمكن أن يقلل من مخاطر هذه الاعتداءات، لكنه يتطلب استثمارات مالية قد لا تكون متاحة لجميع أصحاب الأعمال الصغيرة.
دروس للجاليات العربية في أحياء بروكلين وغيرها
بالنسبة للجاليات العربية التي تدير أو تعمل في منشآت مشابهة، تذكّر هذه الحادثة بأهمية موازنة الحاجة الاقتصادية لفتح المحلات حتى ساعات متأخرة، مع ضرورة وضع خطط للسلامة، مثل وجود أكثر من موظف في المناوبة، وعدم الاحتفاظ بكميات كبيرة من النقد في المحل، والتأكد من أن كاميرات المراقبة تعمل وتسجّل بوضوح. كما أن معرفة رقم خط البلاغات المجهولة وإمكانية الإبلاغ دون الكشف عن الهوية، قد يكون عاملاً مشجعاً أمام الشهود للإدلاء بمعلومات تساعد في القبض على الجناة.
في نهاية المطاف، تُظهر هذه الجريمة أن المنشآت التي تبدو «هادئة» مثل مراكز السبا والراحة يمكن أن تكون هدفاً لعمليات سطو عنيفة، وأن تعزيز الشبكات المجتمعية بين التجار والسكان والشرطة قد يُسهم في ردع مثل هذه الهجمات أو كشف مرتكبيها بسرعة أكبر






