صدر حديثاً عن دار نشر “هن” كتاب تحت عنوان ” سقف اللاشيء … يوميات مريضة بالكورونا ” للكاتبة الصحافية تريز سمير هارون ، يوثق الكتاب معاناة إنسانية واقعيه تعرضت لها الكاتبة، عندما إصيبت بالفيروس منذ بداية ظهوره في مارس ٢٠٢٠ ، خلال تواجدها في أمريكا.
وثقت تريز ، كل الآلام والمواقف التي عاشتها خلال عام كامل منذ ظهور الجائحة.
ويضم الكتاب ١٦ موضوعا ، ويبدأ الكتاب بعنوان ” الكتابة ومزحة الفيروس ”
قالت فيه ، كانت الكتابة بمثابة الصرخة التي تحاول إعادتي للحياة ، أنا هنا موجودة ، أعيش رغم الألم والوحدة والصراع أصرخ إلى الله ؛ لأجد مخرجا ، فعنده للموت مخارج .
أليعازر مات والمسيح أقامه بعد أربعة أيام ، وهناك الكثير من المعجزات التي قام فيها أمواتٌ وعادوا إلى الحياة ، من المؤكد أنه سيقيمني من هذا المرض، سيعيد حياتي رغم كل تلك الأوجاع .
وعن الغربة والمرض قالت في نفس الموضوع ، المرض والغربة قاتلان ، لا أعرف ان كانت تلك الآلام المبرحة في الجسد هى صرخة للوطن ؟ أم للنفس المنعزلة في الحجر الصحي ؟
رغم إنه ليس صحياً على الأطلاق .. بل اصبح حجراً مرضياً ، ووحدة قاسية وغربة مريرة، تعصر الصدر وتندمج آلامها مع آلام الفيروس لأصل إلى مزيد من الاختناق .
ضم الكتاب ثلاثة من اليوميات عن الموت ، وهي رؤية الموت ، وصراع الحياة والموت، وصراع مع الموت .
انفرد الكتاب بالحديث عن الصداقة في الجائحة، وكيف كانت الجائحة اختبارًا للصداقة . قالت فيه ” لا تتعجب عندما تجد حقيقة البشر أمامك عارية تماما .
أشخاص ينجحون في اختبارات لم تضعها لهم ، وأصدقاء يرسبون تماما في الجائحة .
عبرت ، تريز سمير في ” سقف اللاشيء ” عن معاناة نفسية من أصعب ما مرت به بعد رحلة طويلة من العلاج . وتذكرت الشاعر محمود درويش، عندما قال
” هو اللاشيء يأخذنا إلى لا شيء،
حدقنا إلى اللاشيء بحثا عن معانيه …
فجردنا من اللاشيء شيء يشبه اللاشيء
فاشتقنا إلى عبثية اللاشيء
يذكر أن الكتاب يتناول فترة طويلة خلال الجائحة ، في الولايات المتحدة ، وقصصاً حياتية ومواقف صعبة ومؤلمة .