عند إمعان النظر في المخطط الهندسي لعملية تجديد فندق “تشيلسي” في ولاية نيويورك الأمريكية تظهر شقة “ديبي مارتن” و”إد هاملتون” وعليها خطوط رمادية مائلة وعبارة “مستأجر يشغلها”، كما توجد أيضا بقع رمادية صغيرة أخرى على المخطط الهندسي لكن بقية الطوابق سيجري تحويلها إلى أجنحة فاخرة جديدة ووضع المخطط الهندسي على جدار الشقة المجاورة لشقتهما والتي تم تغيير معالمها بالكامل.
تقول مارتن وهي تخطو بعناية فوق مواد البناء المتناثرة على الأرض إن “هذا مثير للاهتمام ومن المفترض أن يكون هذا حمام وأن يكون هناك مطبخ”، ويقع الحمام الجديد بجوار حمامهما القديم وهناك فجوة ضخمة في الجدار بالكاد يغطيها مشمع من البلاستيك، واشتكى الزوجان من أعمال التجديد التي تم تعليقها مؤقتا في الوقت الراهن.
يستمر العمل في المبنى المؤلف من 10 طوابق ومحاط بالكامل بالسقالات منذ سبع سنوات وحتى الآن، وترفض مارتن وهاملتون مغادرة غرفتهما في الطابق الثامن، ويعيش الزوجان هنا منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي عندما انتقلا من واشنطن إلى نيويورك وحصلا على الغرفة بعد أن ردت مارتن على إعلان نشر في صحيفة “فيليدج فويس”.
يعيش الزوجان وهما في الستين من عمرهما حاليا معا في غرفة مساحتها 20 مترا مربعا تحتوي على سرير وأربعة مقاعد ورفوف كتب وثلاجة صغيرة وطاولة كرة قدم يرفض هاملتون ببساطة التخلي عنها، ولا تحتوي الشقة على موقد ولا غسالة وهناك حمام مشترك أسفل الردهة، ويقول هاملتون “نحن لا نخطط للذهاب إلى أي مكان”.
يشتهر فندق تشيلسي الذي افتتح في عام 1905 بأن العديد من المشاهير أقاموا فيه مثل بوب ديلان ومارك توين وآرثر ميلر وجوني ميتشل وفريدا كاهلو وجين فوندا وباتي سميث وديلان توماس وإيجي بوب، وأشار الكثيرون منهم إلى الفندق في كتبهم أو أغانيهم، والتقى المغني الكندي الراحل ليونارد كوهين بأسطورة الروك الراحلة جانيس جوبلين هناك وشدا سويا بأغنية “تشيلسي هوتيل نمبر 2” التي تقول كلماتها “أتذكرك جيدا عندما كنت في فندق تشيلسي، كنت مشهورة، وكان قلبك أسطوري”.
واتهم مغني الروك سيد فيك بقتل صديقته هناك لكنه توفي بسبب جرعة زائدة من المخدرات قبل أن يمثل للمحاكمة، وفي ذلك الوقت كان هناك 250 غرفة بأحجام مختلفة نصفها مستأجرة إلى مستأجرين دائمين ويقول هاملتون إن العبق الإبداعي للمكان يعود إلى المالك الراحل ستانلي بارد الذي توفي عام 2017.
يقول هاملتون “إذا تأخرت في الإيجار فلن يتم طردك فهم يعرفون أن الأشخاص العاملين في مجال الفن لا يحصلون أحيانا على رواتب بصفة منتظمة”، ويتابع أن “كل شخص هناك له علاقة بالفن ليس لديك جار يعمل في سوق المال أو محام وكل شخص يشارك في النضال من أجل خلق شيء جميل لذلك فهم يتفهمون المشاكل التي تمر بها”.
ويأمل النزلاء في أن يتم الاحتفاظ بالمبنى كفندق ويرى هاملتون أن الفندق قد يجذب العاملين في الفن “وعندها سيصبح بالإمكان على الأقل الحصول على مكان مفعم بالحيوية مرة أخرى”.