احتجزت سلطات الهجرة الأميركية عالمة روسية تعمل في مجال الأبحاث الوراثية بجامعة هارفارد، عقب عودتها من فرنسا، في خطوة أثارت قلق زملائها ومخاوف حقوقية بشأن مصيرها في حال ترحيلها إلى روسيا التي فرّت منها بسبب معارضتها العلنية للحرب على أوكرانيا.
وبحسب ما نقلته صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، فإن السلطات أوقفت العالمة كسينيا بتروفا (Kseniia Petrova) في مطار “بوسطن لوغان الدولي” بتاريخ 16 فبراير، بعد أن فشلت في التصريح بشكل صحيح عن عينات أجنة ضفادع كانت تحملها من باريس.
كانت بتروفا قد حصلت على تأشيرة للعمل كباحثة في كلية الطب بجامعة هارفارد، إلا أن السلطات قامت بإلغاء تأشيرتها على الفور، واحتجزتها إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، فيما ذكرت زميلتها كورا أندرسون، عبر حملة تبرعات أطلقتها على منصة GoFundMe، أن بتروفا أعربت عن خشيتها من الترحيل إلى روسيا، وقالت: “لقد صرّحت بأنها تخشى العودة إلى روسيا، وعند هذه النقطة تم تحويلها إلى مركز احتجاز تابع لإدارة الهجرة”.
وبحسب تقرير لقناة “فوكس نيوز”، فإن بتروفا محتجزة حاليًا في منشأة احتجاز تابعة لـ ICE بولاية لويزيانا، بانتظار جلسة الاستماع الخاصة بطلب لجوئها المقررة في 7 مايو المقبل. وكانت قد نُقلت في البداية إلى منشأة في ولاية فيرمونت، ثم إلى مقر احتجاز آخر في لويزيانا، حيث تُحتجز الآن مع أكثر من 80 سيدة أخرى.
معارضة بوتين وحكم بالسجن ينتظرها
قال الباحث في كلية الطب بجامعة هارفارد، ليون بيشكين، الذي يشرف على عمل بتروفا، إن زميلته “مذهلة” في عملها، وإنها تعرّضت للاعتقال سابقًا بسبب دعوتها لعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما اضطرها للفرار من روسيا إلى جورجيا، ثم إلى الولايات المتحدة طلبًا للأمان.
وبيّن بيشكين أن القانون الأميركي يتيح استيراد عينات أجنة الضفادع، لكن بتروفا ارتكبت خطأً في استكمال المستندات، وهو خطأ إداري قد يعرضها لغرامة لا تتجاوز 500 دولار، إلا أن السلطات قررت إلغاء تأشيرتها ومنعها من دخول البلاد مجددًا.
من جانبه، وصف محاميها غريغوري رومانوفيسكي، قرار السلطات الفيدرالية بإلغاء التأشيرة بأنه “غير قانوني”، موضحًا أن بتروفا لم تكن تعلم بوجوب التصريح عن العينة عند دخولها البلاد، وقال في تصريح لصحيفة “هارفارد كريمسون”: “عودتها إلى روسيا تعني انتحارًا مؤكدًا، إذ ستواجه الاعتقال وربما أسوأ من ذلك”.
ووفقًا لتقرير صادر عن موقع “برويكت” الروسي المستقل، فقد حاكمت السلطات الروسية أكثر من 13 ألف مواطن، بينهم 4,500 عنصرًا من الجيش، بسبب معارضتهم للغزو الروسي لأوكرانيا.
حملة أوسع تطال الباحثين الأجانب
واقعة احتجاز بتروفا ليست الوحيدة، إذ تزامن معها هذا الأسبوع اعتقال الطالب الإيراني عليرضا درودي، وهو باحث دكتوراه في جامعة ألاباما، حيث تم إلغاء تأشيرته بزعم “مخاوف تتعلق بالأمن القومي”، وفق ما أفادت وزارة الأمن الداخلي الأميركية.
تأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه سياسات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في التأثير على ملفات الهجرة، حيث كان قد تعهد بترحيل “ملايين” المهاجرين، ما انعكس على عدد من الأكاديميين والطلبة الدوليين الذين باتوا يواجهون مصيرًا مجهولًا في الولايات المتحدة.