في سابقة قانونية لافتة، وجّه قاضٍ في ولاية ماساتشوستس الأمريكية اتهامًا رسميًا لأحد عناصر وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) بتهمة ازدراء المحكمة (Contempt of Court)، بعدما قام بتوقيف متهم من أصول دومينيكية خلال فترة محاكمته، ما اعتُبر انتهاكًا صريحًا لحقوق المتهم الدستورية.
المتهم، ويدعى ويليام مارتيل-ليبرون، كان يخضع للمحاكمة أمام محكمة بلدية بوسطن بتهمة تقديم معلومات غير صحيحة في طلب الحصول على رخصة قيادة. وبعد انتهاء اليوم الثاني من المحاكمة، وقبل استكمال الجلسات أو صدور حكم، قامت سلطات الهجرة باعتقاله من داخل مبنى المحكمة، في خطوة فاجأت الدفاع والقضاء على حد سواء.
القاضي مارك سامرفيل، الذي كان ينظر في القضية، اعتبر أن توقيف المتهم خلال فترة محاكمته يمثل “عرقلة واضحة لسير العدالة”، و”انتهاكًا صارخًا لحقه القانوني في حضور جميع جلسات المحاكمة والدفاع عن نفسه”.
وقال القاضي في جلسة الاثنين: “هذه قضية مقلقة جدًا. ما حدث يمثل عرقلة لسير العدالة، وانتهاكًا لحق المتهم في التواجد خلال محاكمته ومواجهة الشهود ضده. هذا أمر في غاية الخطورة.”
وعلى خلفية ذلك، اتخذ القاضي قرارًا نادرًا يتمثل في:
- -إسقاط جميع التهم الموجهة إلى المتهم مارتيل-ليبرون.
- -توجيه تهمة ازدراء المحكمة إلى عنصر الهجرة المسؤول عن التوقيف، براين سوليفان.
القاضي لم يكتفِ بذلك، بل انتقد أيضًا ممثلي الادعاء العام في مكتب المدعي العام لمقاطعة سوفولك، وطالبهم بفتح تحقيق فوري حول كيفية حصول سلطات الهجرة على معلومات المتهم، وحقيقة تعاون أي جهة محلية معهم داخل المحكمة.
وخلال الجلسة، قال مساعد المدعي العام إنه كان على علم بوجود عناصر من ICE خارج المحكمة، لكنه لم يكن يعرف سبب وجودهم، ونفى تمامًا أن يكون قد زوّدهم بأي معلومات.
ومن المتوقع أن يعقد المدعي العام للمقاطعة، كيفين هايدن، مؤتمرًا صحفيًا في وقت لاحق اليوم، للتعليق على الحادثة وتوضيح الإجراءات المقبلة.