ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط يجدون عددا من المزايا في رئاسة دونالد ترامب الثانية، حال فاز في الانتخابات أمام منافسه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
بحسب الصحيفة، سلط مؤتمر الحزب الجمهوري هذا الأسبوع في ميلووكي الضوء على احتمال عودة الرئيس السابق ترامب إلى البيت الأبيض، موضحة أن القادة في إسرائيل والسعودية ومصر، وهم الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، يفكرون في ما يمكن أن يعنيه ذلك بالنسبة لأجنداتهم الداخلية والإقليمية.
ونوهت نيويورك تايمز، بأن هناك مزايا متصورة لجميع القادة الذين كان للعديد منهم علاقات جيدة مع ترامب، مضيفة أن من أهم حسابات القادة في الشرق الأوسط هو كيفية تأثير رئاسة ترامب على نهج واشنطن تجاه الحرب في غزة، والتي قلبت بالفعل السياسة الإسرائيلية رأساً على عقب وأثرت على مصر والسعودية.
ترامب وإسرائيل
أبرزت الصحيفة إثارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غضب ترامب من خلال تهنئة الأول لجو بايدن بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2020 – وهي خطوة اعتبرها ترامب غير مخلصة وأدت إلى توتر علاقتهما لسنوات.
ولأن العلاقة بين نتنياهو وترامب كانت قوية خلال رئاسة ترامب الأولى، من المتوقع أن تعود رئاسة ترامب المحتملة للولايات المتحدة بالنفع على حكومة نتنياهو اليمينية، خاصة إذا امتدت الحرب في غزة إلى العام المقبل، وفق الصحيفة.
نقلت الصحيفة قول ترامب إن إسرائيل يجب أن “تفعل ما يجب عليك فعله” في غزة وتنديده بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية، فضلا عن انتقاده الحكومة الإسرائيلية لنشرها مقاطع فيديو عن الدمار الذي تسببت فيه، لأن هذه مقاطع الفيديو تضر بصورة إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو، المرشح لمنصب نائب الرئيس ترامب، مؤيد بقوة لإسرائيل.
يتوافق ترامب أيضا مع نتنياهو فيما يتعلق بإيران، فقد أنهى إتفاق عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الذي كان يهدف إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني، ما أسعد نتنياهو، ودعم الصفقات التاريخية التي أقامت علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وثلاث دول عربية، بحسب الصحيفة.
ورأت نيويورك تايمز أنه إذا فاز ترامب بالرئاسة، فمن المتوقع أيضًا أن يكمل جهود بايدن لصياغة ترتيب مماثل بين إسرائيل والسعودية.
ترامب والسعودية
عددت الصحيفة أسباب ترحيب دول شبه الجزيرة العربية، التي وصفتها بالمنطقة الغنية بالوقود الأحفوري، بولاية ترامب الثانية، مشيرة إلى توقيع منظمة ترامب، قبل أسبوعين، صفقة مع شركة عقارية في السعودية لبناء برج سكني شاهق بالمملكة، ما وسع علاقات عائلته الوثيقة مع المملكة.
كما أن صندوق الثروة السيادي السعودي هو المستثمر الرئيسي في شركة الاستثمار التي أنشأها جاريد كوشنر، صهر ترامب، بعدما ترك منصبه كمستشار للبيت الأبيض في عهد ترامب. ويوجد أيضا مصدر رئيسي آخر للإيرادات الجديدة لعائلة ترامب وهو الدوري الرياضي LIV Golf، المدعوم من قبل الصندوق السيادي.
لفتت الصحيفة كذلك إلى علاقات ترامب الجيدة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال فترة رئاسته، إذ دافع عنه بعد مقتل كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين في سفارة المملكة بتركيا. ولا ننسى أن أول زيارة خارجية قام بها ترامب كزعيم كانت إلى العاصمة السعودية الرياض.
وحذرت الصحيفة من عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب كرئيس، حسبما يقول المسؤولون الخليجيون سرًا، إذ أنهم إنزعجوا لعدم رده بقوة أكبر على الهجوم المدعوم من إيران على حقول النفط السعودية في عام 2019.
وفي الآونة الأخيرة، مع فوز السعودية تدريجيًا أعضاء إدارة الرئيس بايدن، أكد مسؤولو المملكة قدرتهم على العمل مع الطرفين.
ترامب ومصر
أما مصر، أبرزت نيويورك تايمز تمتعها بعلاقات جيدة ترامب، على الرغم من أن بعض كبار المسؤولين المصريين لديهم نظرة قاتمة لما اعتبروه تحيزًا مناهضًا للمسلمين بين مستشاري ترامب.
نوهت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب متوافقة مع سياسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرة إلى تلقي الحكومة المصرية ما لا يقل عن مليار دولار كمساعدة سنوية من الولايات المتحدة منذ أن أصبحت أول دولة عربية تعقد السلام مع إسرائيل عام 1979.
وذكرت الصحيفة أن العلاقات المصرية الأمريكية لم تكن على ما يرام في بداية عهد الرئيس الحالي جو بايدن، إلا أن دور مصر كوسيط في حرب مايو 2021 بين إسرائيل وحماس، وكذلك في الصراعات بالسودان وليبيا المجاورتين لها، عزز صورتها كركيزة للاستقرار الإقليمي وحسنت العلاقات مع إدارة بايدن.
وأكدت الصحيفة أن رؤساء الولايات المتحدة يأتون ويذهبون ولكن الولايات المتحدة تحتاج إلى مصر، مستشهدة بقول المحليين إن القادة المصريين واثقون من أن البلاد ستظل شريكا إقليميا، خاصة بالنظر إلى دورها كوسيط رئيسي في حرب غزة وكلاعب في أي سيناريو ما بعد الحرب.
وأختتمت الصحيفة تقريرها برأي المحليين أنه إذا ظلت لهجة ترامب مع السيسي ودية كما كانت في فترة ولايته الأولى، فقد يؤدي ذلك إلى تخفيف أي ضغوط متبقية على مصر من أجل الإصلاح.
