أُطلق سراح “كليونا وارد”، وهي سيدة تبلغ من العمر 54 عامًا وتحمل بطاقة إقامة دائمة (جرين كارد)، بعد أن أمضت أكثر من أسبوعين محتجزة في مركز تابع لوكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) في ولاية واشنطن. وقد بدأت قصة احتجازها يوم 21 أبريل، في خضم حملة متصاعدة للترحيلات تنفذها إدارة الرئيس دونالد ترامب، استهدفت حتى حاملي الوثائق القانونية كالإقامات والتأشيرات.
عودة من إيرلندا تنتهي باحتجاز مفاجئ
كانت وارد قد سافرت إلى إيرلندا لمساعدة زوجة والدها في العودة إلى بلادها، حيث يرقد والدها على فراش الموت، بحسب شقيقتها “أورلا هولاداي”. وعند عودتها إلى الولايات المتحدة، تم توقيفها في المطار لمدة ثلاثة أيام في ظروف وُصفت بأنها “صعبة”، قبل أن يُسمح لها مؤقتًا بجمع وثائق تثبت أن سجلها الجنائي قد تم شطبه.
لكن بعد تسليم الوثائق إلى مكتب الجمارك في مطار سان فرانسيسكو، تم توقيفها مجددًا، وبقيت في الاحتجاز حتى صدر حكم قضائي يوم 7 مايو يقضي بإطلاق سراحها لعدم وجود أدلة كافية تبرر ترحيلها.
سجل جنائي قديم وتم التعافي منه
تفيد الوثائق القضائية بأن وارد لديها سجل جنائي يشمل ست قضايا، منها جنايتان تتعلقان بحيازة المخدرات في عامي 2007 و2008، وأربع جنح بسيطة من بينها عدم الإبلاغ عن تغيير عنوان السكن. وأوضحت شقيقتها أن وارد كانت تعاني من الإدمان في فترة ماضية، لكنها تخلصت منه تمامًا منذ أكثر من 20 عامًا، مشددة على أن القضايا الجنائية تعود لفترة تعافٍ تامة وطويلة.
ردود فعل واسعة ودعم مجتمعي
بعد صدور قرار الإفراج، عبّر النائب الديمقراطي “جيمي بانيتا” عن ترحيبه بالخطوة، قائلاً: “إطلاق سراح كليونا يظهر ما يمكن تحقيقه حين نتكاتف من أجل الشفافية والعدالة”. وأشار إلى أنه ضغط على مسؤولين من البيت الأبيض والحكومة الأيرلندية، بالتعاون مع الفريق القانوني والمجتمع المحلي، لضمان حصول وارد على حقوقها القانونية الكاملة.
أما محاميها “مايكل ميهر”، فقد صرح لصحيفة Santa Cruz Sentinel قائلاً: “قبل إدارة ترامب، لم يكن يُحتجز المقيمون القانونيون العائدون من رحلات قصيرة بسبب إدانات قديمة تم شطبها. ما يحدث الآن هو احتجاز غير مبرر للمهاجرين في حالات غير كافية قانونيًا.”
إدارة ترامب تدافع عن سياساتها
في المقابل، صرحت “تريشا ماكلوغلين”، مساعدة وزير الأمن الداخلي، لمجلة نيوزويك بأن “إدارة ترامب تطبق قوانين الهجرة التي أخفقت الإدارات السابقة في تنفيذها”، مؤكدة أن من ينتهك هذه القوانين سيُحتجز ويُرحّل.
كما أوضح المحلل القانوني “ستيفن كلارك” أن الإدانات المتعلقة بالمخدرات، رغم تقنينها في بعض الولايات، تبقى “خطيرة للغاية” بموجب القانون الفيدرالي، مما يضع أصحابها تحت دائرة الاستهداف في سياسات الترحيل الجديدة.
حياة معلقة ومسؤوليات عائلية
عادت وارد الآن إلى منزلها، حيث ترعى ابنها المصاب بمرض كرون الحاد والمزمن، وهو مواطن أمريكي يعتمد عليها كليًا في الرعاية.
الحادثة أثارت مخاوف واسعة من أن تتسبب سياسات الهجرة الجديدة في ترحيل أفراد مستقرين منذ عقود داخل المجتمع الأمريكي، لا سيما أن كثيرًا منهم يؤدون أدوارًا حيوية في أسرهم ومجتمعاتهم، وسط تساؤلات عن مدى التزام تلك السياسات بمبادئ العدالة والإجراءات القانونية الواجبة.