أعلنت مصادر إعلامية سعودية وأمريكية اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025، عن إطلاق سراح المواطن السعودي حميدان علي التركي، بعد أن قضى أكثر من 20 عامًا في أحد سجون ولاية كولورادو الأمريكية، إثر اتهامات جنائية أثارت جدلًا واسعًا وأثرت على العلاقات بين الرياض وواشنطن.
تفاصيل الحكم وقضية السجن الطويلة
كان حميدان التركي، المولود عام 1969، قد أُدين في عام 2006 بعدة تهم جنائية من بينها الاحتجاز القسري والسرقة والاعتداء الجنسي على خادمة إندونيسية. ووفقًا لمحكمة ولاية كولورادو، حُكم عليه بالسجن لمدة 28 عامًا، قضى معظمها في سجن ليمان. لاحقًا، خُفف الحكم في عام 2011 إلى 8 سنوات فقط بسبب ما وُصف بحسن سلوكه، مع إعادة محاكمته بعد تنازل الضحية مقابل تعويض مالي.
أثر القضية على العلاقات الأمريكية السعودية
القضية أثارت منذ بدايتها جدلًا واسعًا داخل السعودية وخارجها، حيث اعتبرها كثيرون نابعة من خلفيات عدائية تجاه المسلمين، فيما أشار فريق الدفاع عن التركي إلى وجود أخطاء قانونية فادحة في الإجراءات القضائية. كما برزت عدة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بالإفراج عنه، أشهرها حملة “Obama Free Homaidan”، إضافة إلى إنتاج فيلم وثائقي بعنوان “أوباما أطلق حميدان” من إخراج المهند الكدم، حظي بملايين المشاهدات.
انفراجة قانونية جديدة تقود للإفراج النهائي
وفي تطور جديد ومفاجئ، أعلنت قناة الإخبارية السعودية أن محكمة أمريكية قضت بنقض الحكم الصادر ضده، بعد تقديم فريق الدفاع اعتراضًا قانونيًا جديدًا يستند إلى خطأ قانوني تم اكتشافه في مطلع عام 2025. وقد أقر الادعاء العام بأن الحكم الصادر ضد التركي غير قانوني، وهو ما مهد الطريق لصدور قرار الإفراج.
تسليمه للهجرة تمهيدًا لترحيله إلى السعودية
بعد قرار المحكمة، تم نقل حميدان التركي، البالغ من العمر نحو 56 عامًا، إلى إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، تمهيدًا لترحيله إلى بلده. وقد أعلن ابنه تركي حميدان التركي عبر منصة “إكس” أن والده “في طريقه إلى المملكة العربية السعودية بعد أكثر من 20 عامًا من الغياب”، موجهًا الشكر للملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وسفارة المملكة على جهودهم.
عودة حميدان التركي إلى أرض الوطن
قال نجل الحميدان أن والده في طريق عودته للمملكة وهذا يمثل لحظة تاريخية لعائلته، بعد معاناة طويلة في السجون الأمريكية. وتوقعت المصادر أن يصل إلى السعودية خلال ساعات، ليبدأ فصلًا جديدًا بعد سنوات من الغياب القسري.
وكانت قضية حميدان التركي قد بدأت عام 2004، حين تم اعتقاله مع زوجته بتهم تتعلق بإساءة معاملة خادمتهما، وتطورت لاحقًا إلى اتهامات جنائية كبرى. وقد دافع التركي عن براءته طيلة سنوات سجنه، مؤكدًا أنه لم يحظ بمحاكمة عادلة.
عودة حميدان التركي اليوم تمثل نهايةً لقضية شغلت الرأي العام السعودي والدولي، وأثارت نقاشات حادة حول العدالة الأمريكية، وحقوق المسلمين في الغرب، وسلطت الضوء على التفاعل الشعبي والدبلوماسي السعودي في الدفاع عن مواطنيه بالخارج.