بعد أن كانت تستخدم لنقل الطعام، تحولت شاحنات التبريد في نيويورك إلى تقديم خدمة أخرى بعد الزيادة التي شهدتها المدينة في حالات الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد، هي نقل الموتى، بحسب تقرير لموقع بيزنس إنسايدر.
والآن يحاول أصحاب هذه الشاحنات العودة لنشاطهم السابق، فطلبوا تصريحا من السلطات المعنية بالأمر.
الجدير بالذكر أنه مع بداية جائحة كوفيد-19 في نيويورك منتصف شهر مارس الماضي، اعتمدت المستشفيات ودور الجنائز على مئات شاحنات التبريد في أنحاء المدينة لمعالجة مسألة تكدّس الجثث.
ولأول مرة، وضعت مستشفيات المدينة شاحنات مبردة ثابتة أمام مبانيها لتكون جاهزة يوميا لنقل الجثامين.
ووصف الدكتور جيريمي روز، وهو طبيب طوارئ في نيويورك، بمقال له على صحيفة واشنطن بوست “الشاحنة المبردة” بأنها أصبحت “رمزا” للأزمة. وكتب: “كل كارثة لها صورها ورموزها. وبالنسبة لنا قد تكون شاحنة التبريد… التي تحمل المرضى الذين لم نتمكن من إنقاذهم”.
لكن استخدامها تخللته العديد من المشاكل، وقد وقعت أكثر من حادثة عثور على جثث مكدسة داخل شاحنات، آخرها حادثة العثور على 60 جثة أمام مؤسسة أندرو كليكلي لدفن الموتى في منطقة بروكلين.
ومع تراجع الحالات نسبيا في نيويورك، طلب أصحاب هذه الشاحنات من إدارة الأغذية والدواء الأميركية (FDA) معرفة كيفية تحويلها إلى عربات لنقل الأغذية.
وتلبية لهذا الطلب، أصدرت الوكالة كتاب إرشادات بعنوان “إعادة مركبات التبريد ووحدات التخزين المبردة إلى الاستخدامات الغذائية، بعد استخدامها للحفاظ على الرفات البشرية خلال جائحة كوفيد-19”.
ويتضمن الكتاب توصيات، أهمها تطهير أسطح الشاحنات “بالكامل” بمواد تنظيف مرخصة من وكالة حماية البيئة، وضرورة تنظيفها عدة مرات وارتداء العمال معدات واقية شخصية أثناء التنظيف.
واللافت أن إدارة الأغذية والأدوية قالت إنه إذا حدث تسرب دم أو سوائل إلى الأسطح الداخلية للشاحنة، فإنها تظل صالحة لنقل الطعام، لكن إذا كان السطح الملوث خشبيا أو من ألياف زجاجية أو مواد أخرى لا يمكن تطهيرها بشكل جيد، فيجب التخلص من الشاحنة.
وحثت FDA البتجار على عدم استخدام الشاحنات لنقل الطعام “إذا كانت بها روائح سيئة لا يمكن التخلص منها بالتنظيف والتطهير”.