قال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة، مارتن جريفيث، يوم الجمعة، إن انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار الحبوب، مما يهدد ملايين الأشخاص بتفاقم الجوع ومصاعب غير مسبوقة.
وأشار جريفيث إلى أن 362 مليون شخص في 69 دولة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في الوقت الحالي.
اتفاق البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا العام الماضي كان يسهم في خفض أسعار المواد الغذائية بنسبة كبيرة حول العالم. إلا أن انسحاب روسيا من الاتفاق أثر سلباً على البلدان الفقيرة، حيث لم تحصل الدول الأكثر فقراً سوى على نسبة قليلة من الحبوب.
كما أثرت الهجمات الروسية على موانئ أوكرانيا على البحر الأسود على الأمن الغذائي العالمي بشكل كبير وأصبحت المحادثات بين روسيا وتركيا تحت ضغط لاستئناف الاتفاق.
روسيا أخطرت الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا بأنها لن تجدد اتفاق الحبوب المهم الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود. وقد أعلن المتحدث باسم الكرملين، دمتري بيسكوف، أن الاتفاق وصل إلى نهايته “بحكم الأمر الواقع” يوم الاثنين.
وكان هذا الاتفاق يسمح لسفن الشحن بالمرور عبر البحر الأسود من موانئ أوديسا، وتشورنومورسك، ويوجني/بيفديني. وعلى الرغم من إنهاء روسيا للاتفاق، قالت إنها ستعود للاتفاق إذا استوفت أوكرانيا شروطه.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان يشتكي من عدم احترام أجزاء من الاتفاق التي تسمح بتصدير الأغذية والأسمدة الروسية. وقد اعتبرت هذه الخطوة من قبل روسيا بأنها استجابة للعقوبات الغربية التي تقيد صادراتها الزراعية.
القرار الروسي أثار ردود فعل دولية، حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أسفه الشديد لهذا القرار، مشيراً إلى أنه سيكون له تأثير كبير على الملايين حول العالم وقد يؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء في العديد من الدول الفقيرة.
وعلى صعيد آخر، أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أمله في استمرار الاتفاق، وأكد أنه سيتم مناقشة تجديده عندما يجتمع مع الرئيس الروسي الشهر المقبل.
بالمقابل، انتقدت الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي بشدة هذا القرار، مطالبة روسيا بالتراجع عنه والسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية لضمان الأمن الغذائي العالمي.
تُعد أوكرانيا واحدة من أكبر مصدري عباد الشمس والذرة والقمح والشعير في العالم، وبعد الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022، أدى إغلاق الموانئ الأوكرانية وحصار 20 مليون طن من الحبوب إلى ارتفاع أسعار الغذاء في العالم وتهديد إمداداته للدول الفقيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا.