وكالات
لم تعثر حركة طالبان على جثة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي أكدت الولايات المتحدة مقتله في غارة أمريكية الشهر الماضي، بحسب ما ذكره المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد.
وكانت واشنطن قد قالت إنها قتلت الظواهري بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة بينما كان يقف في شرفة مخبئه في يوليو/تموز.
وقال مسؤولون أمريكيون إن قتله أكبر ضربة للقاعدة منذ أن قتلت البحرية الأمريكية أسامة بن لادن بالرصاص قبل أكثر من عشر سنوات.
وكانت طالبان قد نفت أصلا علمها بوجود زعيم تنظيم القاعدة على أراضيها حينما أعلنت واشنطن عن اغتياله.
وقالت الحركة إن السلطات طلبت من أجهزة المخابرات إجراء تحقيق شامل وجاد للتأكد مما قالته الولايات المتحدة.
وأضافت الحركة حينها أنها ليس لديها معلومات عن دخول زعيم القاعدة أيمن الظواهري إلى البلاد أو إقامته فيها.
وبحسب المتحدث باسم طالبان فإن التحقيقات لا تزال جارية. وكان قادة طالبان قد حذروا الولايات المتحدة من مغبة تكرار مثل هذه الهجمات بالقول إنه “سيكون على واشنطن تحمل العواقب إذا انتهكت الأراضي الأفغانية مجددا”.
كيف قتل الظواهري؟
وقيل إن الظواهري كان يعتاد الخروج إلى شرفة المنزل الذي يسكن فيه في وسط كابول بعد أداء الصلاة. وفعل الشيء نفسه بعد شروق شمس يوم 31 يوليو/تموز.
وكان هذا آخر شيء فعله في ذلك اليوم.
ففي تمام الساعة 06:18 بالتوقيت المحلي، سقط صاروخان على شرفة المنزل، وأسفرت الضربة عن مقتل الظواهري، البالغ من العمر 71 عاما، دون إلحاق ضرر بزوجته أو ابنته في الداخل، ويبدو أن جميع الأضرار الناجمة عن الضربة انحصرت في الشرفة.
وتساءل البعض لماذا تمكن الأمريكيون من تنفيذ الضربة بهذه الدقة بعد أن واجهت الولايات المتحدة في الماضي انتقادات بسبب ضربات جوية أخطأت تحديد أهدافها، مما أدى إلى مقتل مدنيين.
ويعتقد أن الأمر اختلف في هذه الضربة، إذ كان نوع الصاروخ المستخدم، فضلا عن إجراء دراسة دقيقة لعادات الظواهري، مفتاح نجاح المهمة، مما أفسح المجال أمام تكرارها وتنفيذ مزيد من الضربات.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الصاروخ يطلق من طائرات مسيّرة، وهو من نوع صواريخ جو – أرض، أصبحت عنصرا أساسيا في عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية في الخارج على مدى عقود منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
ويمكن إطلاق الصاروخ من منصات مختلفة، من بينها المروحيات والسيارات والسفن والطائرات ذات الأجنحة الثابتة، أو من طائرة مسيّرة، كما في حالة عملية الظواهري.
ولا يزال تنظيم القاعدة صامتا بشأن مسألة خلافة زعيمه السابق أيمن الظواهري.
وترددت أسماء شخصيات مقترحة معظمها من سوريا، مثل أبو ماريا القحطاني من هيئة تحرير الشام، بالإضافة إلى الجهاديين الآخرين ومن بينهم نائب الظواهري، سيف العدل، والمسؤول الإعلامي في القاعدة عبد الرحمن المغربي.
لكن عددا من المحللين أشار إلى أن العدل يفتقد إلى المصداقية، إذا لا يزال، كما يعتقد، في إيران.