في أول ظهور علني له بعد إطلاق سراحه، وقف محمود خليل، الطالب الفلسطيني الحاصل على البطاقة الخضراء (Green Card) وأحد المتحدثين باسم احتجاجات جامعة كولومبيا المؤيدة لفلسطين عام 2024، ليروي تجربته القاسية داخل مراكز احتجاز وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE). أمام حشد من مئات المؤيدين الذين تجمعوا يوم الأحد للاحتفال بعودته، وصف خليل الظروف «المروعة واللاإنسانية» التي عاشها لأكثر من ثلاثة أشهر.
تم اعتقال خليل من منزله في 8 مارس، في عملية وصفها بأنها «أشبه بالاختطاف الحرفي»، حيث قام ضباط يرتدون ملابس مدنية باقتياده دون إبراز أمر اعتقال. أمضى أكثر من 100 يوم في الحجز، متنقلاً بين عدة مرافق، بما في ذلك منشأة في لويزيانا، حيث فاته ولادة طفله. يوم الجمعة الماضي، أمر قاضٍ بإطلاق سراحه، وتم لم شمله مع عائلته في اليوم التالي.
شهادة من داخل جدران الاحتجاز
في كلمته المؤثرة التي ألقاها على درجات كاتدرائية القديس يوحنا الإلهي (التي استضافت التجمع بعد أن رفضت جامعة كولومبيا إقامته عند بواباتها)، قدم خليل لمحة نادرة عن الحياة اليومية للمحتجزين. قال: «لقد تشاركت مهجعًا مع أكثر من 70 رجلاً، بلا خصوصية على الإطلاق، والأضواء مضاءة طوال الوقت. قضيت أيامي أستمع إلى قصة مأساوية تلو الأخرى».
تحدث عن قصص زملائه في الاحتجاز، مثل قصة أب لأربعة أطفال زوجته تكافح مرض السرطان، وقصة رجل آخر عاش في الولايات المتحدة لأكثر من 20 عامًا وجميع أطفاله أمريكيون، ومع ذلك تم ترحيله. وأضاف بعبارة مؤثرة تلخص حجم المعاناة: «من الطبيعي جدًا في الاحتجاز أن ترى الرجال يبكون».
لم تقتصر معاناة خليل على الظروف المعيشية، بل امتدت إلى القلق على زوجته التي كانت حاملاً وقت اعتقاله. قال: «لقد قطعوا أي وسيلة اتصال لأكثر من 30 ساعة. كانت هذه الساعات الثلاثون هي أصعب وقت في التجربة بأكملها، حقيقة أنك لا تعرف ماذا يحدث».
رسالة إلى جامعة كولومبيا والمجتمع
وجه خليل انتقادًا حادًا لجامعة كولومبيا، متهمًا إياها بالنفاق والفشل في الدفاع عنه وعن عائلته. قال: «نفاق جامعة كولومبيا، الجامعة التي قالت قبل أسبوعين فقط إنها تريد حماية طلابها الدوليين. لماذا، بعد أكثر من 100 يوم، لم أتلق مكالمة واحدة من هذه الجامعة؟».
تعتبر قضية خليل ذات أهمية خاصة للجالية العربية والمسلمة في الولايات المتحدة. فهي لا تسلط الضوء فقط على الظروف القاسية داخل نظام احتجاز المهاجرين، بل تربط أيضًا بين النشاط السياسي من أجل فلسطين والعواقب الوخيمة التي قد يواجهها المهاجرون، حتى أولئك الذين لديهم وضع قانوني مثل حاملي البطاقة الخضراء. إن اعتقاله بسبب دوره كمتحدث في الاحتجاجات يثير تساؤلات جدية حول حرية التعبير وحقوق المهاجرين في المشاركة في الحياة السياسية الأمريكية دون خوف من الانتقام.