في حادثة مأساوية تسلط الضوء على الضغوط الهائلة التي يتعرض لها الأطباء خلال فترة التدريب، أقدم الدكتور ويل ويست، طبيب عيون شاب يبلغ من العمر 33 عامًا، على الانتحار، تاركًا خلفه رسالة مؤثرة يعبر فيها عن استنفاد طاقته وعجزه عن الاستمرار.
الدكتور ويست كان في سنته الثالثة من تدريبه في طب العيون بجامعة جورج واشنطن للطب والعلوم الصحية، وقد وصفه زملاؤه بـ”الإرادة الحديدية” بسبب تصميمه، إلا أن هذه الضغوط المهنية المتراكمة حالت دون طلبه المساعدة التي كان يحتاجها.
في رسالته المؤثرة، التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست، كتب ويست: “لأولئك الذين سيتأثرون سلبًا بأفعالي، أنا آسف للغاية، لقد نفدت طاقتي ببساطة ولم يتبق لدي ما أقدمه”. وأشار أيضًا إلى أن الضغوط التي فرضها عليه التدريب الطبي كانت عاملًا رئيسيًا في اتخاذه هذا القرار، مطالبًا المسؤولين عن تدريب الأطباء بفهم أكبر للتحديات التي يواجهها المتدربون وتقديم الدعم اللازم بدلاً من التركيز على تقييم أدائهم فقط.
في الأيام التي سبقت وفاته، تواصل ويست مع أفراد عائلته ليطمئن عليهم وكأنه يودعهم بشكل غير مباشر. وأوضح شقيقه الأصغر ديفيد، الذي يدرس أيضًا الطب، أن ظروف التدريب الصعبة التي تشمل العمل لأكثر من 80 ساعة أسبوعيًا بأجر منخفض تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأطباء المتدربين، وأن العديد منهم يتجنبون طلب المساعدة خوفًا من التأثير السلبي على مستقبلهم المهني.
الدكتور ويست كان قد تم تشخيصه باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاكتئاب، لكنه تردد في طلب الدعم الطبي من مؤسسته التدريبية، مشيرًا في رسالته إلى أهمية توفير بيئة داعمة للأطباء المتدربين.
تسلط هذه المأساة الضوء على الضغوط النفسية التي يواجهها العديد من الأطباء خلال فترة التدريب، وتثير تساؤلات حول ضرورة تحسين بيئة العمل لضمان صحة نفسية أفضل للعاملين في المجال الطبي.