لقي طفل يبلغ من العمر عامين حتفه داخل أحد مستشفيات فلوريدا بعد خطأ طبي خطير، حيث تسبّب حذف فاصلة عشرية من وصفته الدوائية في إعطائه جرعة تعادل عشرة أضعاف الكمية المقررة، وفق دعوى قضائية رفعتها والدته.
جرعة بوتاسيوم خاطئة تسببت في انهيار مفاجئ
تقول الدعوى إن الطفل دي ماركوس بايج تلقّى جرعة زائدة جدًا من البوتاسيوم يوم 3 مارس 2024، ما أدّى إلى إصابته بإصابة دماغية شديدة وانهيار كامل لوظائفه الحيوية. الطفل ظلّ على أجهزة التنفس لمدة أسبوعين قبل أن تُرفع عنه الأجهزة في 18 مارس.
الفشل في رصد الخطأ رغم إنذار النظام الطبي
وبحسب مستندات المحكمة، فإن الطبيب المشرف حذف فاصلة عشرية من جرعة اليوم السابق، فبدلًا من 1.5 ملليمول، كتب 15 ملليمول مرتين يوميًا. ورغم أن نظام الصيدلية الداخلية أصدر تنبيهًا بأن الجرعة غير طبيعية، لم يلاحظ أحد من الفريق الطبي أو الصيادلة الخطأ.
وكان الطفل يتلقى أصلًا شكلين آخرين من مكملات البوتاسيوم عبر المحاليل الوريدية وشراب “Pedialyte”، مما جعل التأثير التراكمي قاتلًا.
تدهور سريع ثم توقف للقلب
تؤكد الدعوى أن الجرعة الأخيرة أُعطيت له في الثامنة والثلث مساءً، وخلال أقل من 40 دقيقة دخل الطفل في توقف قلبي ناجم عن فرط خطير في مستوى البوتاسيوم، وهي حالة طبية تُعرف باسم hyperkalemic cardiac arrest أو “توقف القلب بسبب ارتفاع البوتاسيوم”.
محاولات إنعاش فاشلة وتدخل طبي متأخر
وتُشير الدعوى إلى أن الفريق الطبي حاول إدخال أنبوب للتنفس عدة مرات دون نجاح، وأن الطفل ظل لأكثر من عشرين دقيقة دون أكسجين كافٍ رغم إعلان “كود بلو”. ورغم عودة نبضه لاحقًا، كانت الأضرار الدماغية قد أصبحت كارثية وغير قابلة للعلاج.
دعوى قضائية تتهم المستشفى بالإهمال الجسيم
والدة الطفل، دومينيك بايج، رفعت دعوى ضد مستشفى جامعة فلوريدا وشاندز للأطفال، متهمة الفريق الطبي بـ«الإهمال الجسيم» وانتهاك أبسط معايير الرعاية الصحية. وتطالب بتعويضات لا تقل عن 50 ألف دولار عن الألم الذي تعرّض له ابنها والخسارة النفسية التي لحقت بها.
محامي العائلة أوضح أن الحادث «كان يمكن منعه بالكامل»، مضيفًا أن الهدف من القضية هو منع تكرار مثل هذه الأخطاء التي قد تودي بحياة أطفال آخرين.
