شهدت جامعة كولومبيا في نيويورك، يوم الأربعاء 21 مايو 2025، تظاهرات حاشدة خلال حفل التخرج السنوي، حيث عبّر الطلاب عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية واحتجاجهم على سياسات الجامعة والحكومة الأمريكية تجاه النشطاء المؤيدين لفلسطين.
احتجاجات طلابية تتخلل حفل التخرج
خلال مراسم التخرج التي حضرها نحو 12,000 خريج و25,000 من ذويهم، قام عدد من الطلاب بتمزيق شهاداتهم وحرقها، مرددين شعارات مثل “حرروا فلسطين” و”حرروا محمود خليل”، في إشارة إلى الطالب الفلسطيني المعتقل منذ مارس الماضي. كما حاول بعض الطلاب مقاطعة كلمة رئيسة الجامعة بالإنابة، كلير شيبمان، بهتافات منددة بالسياسات الإسرائيلية والأمريكية.
محمود خليل: طالب فلسطيني معتقل
محمود خليل، طالب دراسات عليا في جامعة كولومبيا، تم اعتقاله من قبل سلطات الهجرة الأمريكية في مارس 2025، بتهمة المشاركة في أنشطة مؤيدة لفلسطين. يُحتجز خليل حاليًا في مركز احتجاز بولاية لويزيانا، وقد مُنع من حضور حفل تخرجه ومن لقاء مولوده الأول. أثارت قضيته موجة من التضامن داخل الجامعة وخارجها، حيث اعتبر العديد من النشطاء أن اعتقاله يمثل انتهاكًا لحرية التعبير وحقوق الإنسان.
تدخل أمني واعتقالات
تدخلت شرطة نيويورك لفض التظاهرات التي اندلعت خارج أسوار الجامعة، مما أدى إلى اشتباكات مع المتظاهرين واعتقال عدد منهم. أفادت التقارير بأن بعض المتظاهرين حاولوا اختراق الحواجز الأمنية، مما استدعى تدخلًا سريعًا من قوات الأمن.
ردود فعل متباينة
أثارت كلمة رئيسة الجامعة بالإنابة، كلير شيبمان، التي أشارت فيها إلى غياب محمود خليل، ردود فعل متباينة، حيث قوبلت بهتافات استنكار من بعض الحضور. من جهة أخرى، دافعت شيبمان عن حرية التعبير وحقوق الطلاب الدوليين، مؤكدة على أهمية التعددية والاحترام داخل الحرم الجامعي.
خلفية التوترات في الجامعة
تأتي هذه التظاهرات في سياق توترات مستمرة في جامعة كولومبيا، حيث شهدت الجامعة في السنوات الأخيرة احتجاجات متكررة ضد السياسات الإسرائيلية والدعم الأمريكي لها. كما تعرضت الجامعة لانتقادات بسبب تعاملها مع النشطاء المؤيدين لفلسطين، خاصة بعد تنفيذها لتوصيات حكومية تقضي بتشديد الإجراءات الأمنية ومراقبة الأنشطة الطلابية.
تضامن واسع مع القضية الفلسطينية
تعكس هذه التظاهرات تضامنًا واسعًا من قبل الطلاب مع القضية الفلسطينية، ورفضًا للسياسات التي تستهدف النشطاء المؤيدين لفلسطين. كما تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها حرية التعبير في المؤسسات الأكاديمية الأمريكية، خاصة في ظل الضغوط الحكومية المتزايدة.
تُظهر الأحداث الأخيرة في جامعة كولومبيا تصاعد التوترات بين الإدارة والطلاب، في ظل تزايد الوعي بالقضية الفلسطينية والرفض المتنامي للسياسات التي تُعتبر قمعية تجاه النشطاء المؤيدين لفلسطين. من المتوقع أن تستمر هذه التوترات ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة لضمان حرية التعبير وحماية حقوق الطلاب داخل الحرم الجامعي.