نيويورك اليوم

ظهور فيروس شيكونغونيا في نيويورك: تسجيل أول حالة عدوى محلية منذ ست سنوات في الولايات المتحدة

أعلنت السلطات الصحية في ولاية نيويورك عن تطور مقلق يتمثل في تأكيد أول حالة عدوى محلية بفيروس “شيكونغونيا”، مما يمثل سابقة تاريخية في الولاية وأول حالة من نوعها في الولايات المتحدة منذ ست سنوات. المصاب، وهو من سكان مقاطعة ناسو في لونغ آيلاند، لم يسافر إلى خارج البلاد، مما يؤكد أن العدوى انتقلت إليه عبر لدغة بعوضة محلية.

هذا الإعلان أثار حالة من التأهب لدى مسؤولي الصحة العامة، ليس فقط لكونها الحالة الأولى في نيويورك، بل لأنها تشير إلى إمكانية توطن الفيروس، الذي كان يُعتقد أنه يقتصر على المسافرين العائدين من مناطق موبوءة. وقد تم تأكيد الإصابة بعد إجراء تحاليل مخبرية دقيقة في مركز “وادسوورث” التابع لوزارة الصحة بالولاية.

ما هو فيروس شيكونغونيا وكيف ينتشر؟

شيكونغونيا هو مرض فيروسي يسببه فيروس (CHIKV)، وينتقل إلى البشر بشكل أساسي عن طريق لدغات البعوض المصاب، وتحديداً بعوضة الزاعجة المصرية والزاعجة المرقطة. اسم “شيكونغونيا” مشتق من لغة الماكوندي المنتشرة في شرق إفريقيا، ويعني “أن تصبح ملتوياً”، وهو وصف دقيق لحالة المصابين الذين يعانون من آلام شديدة في المفاصل تجعل حركتهم صعبة ومؤلمة.

تشمل الأعراض الشائعة للمرض الحمى، وآلام المفاصل الحادة، والتورم، وآلام العضلات، والصداع، والطفح الجلدي. وفي حين أن معظم المصابين يبدأون في التحسن في غضون أسبوع، إلا أن آلام المفاصل قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات. وعلى الرغم من أن الوفيات الناجمة عن الفيروس نادرة، إلا أن الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، قد يواجهون مضاعفات خطيرة.

من المهم التأكيد على أن الفيروس لا ينتشر من شخص لآخر عبر الاتصال المباشر أو السعال أو اللمس. دورة حياته تعتمد كلياً على البعوض كوسيط ناقل. عندما تلدغ بعوضة شخصاً مصاباً، فإنها تلتقط الفيروس، وبعد فترة حضانة داخل البعوضة، تصبح قادرة على نقل العدوى إلى أشخاص آخرين عند لدغهم.

تقييم المخاطر والإجراءات الوقائية

على الرغم من خطورة هذا التطور، أكد مسؤولو الصحة في نيويورك أن الخطر على عامة الناس يعتبر “منخفضاً جداً” في الوقت الحالي. وأوضح مفوض الصحة بالولاية، جيمس ماكدونالد، أن انخفاض درجات الحرارة في فصل الخريف يقلل بشكل كبير من نشاط البعوض، مما يحد من احتمالية انتشار الفيروس. حتى الآن، لم يتم العثور على أي بعوض مصاب في برك المراقبة المحلية، ولا يوجد دليل على انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين.

ومع ذلك، حثت السلطات الصحية السكان على اتخاذ احتياطات بسيطة وفعالة لحماية أنفسهم وعائلاتهم من لدغات البعوض، وتشمل هذه الإجراءات:

  • استخدام طارد الحشرات المسجل لدى وكالة حماية البيئة (EPA)، والذي يحتوي على مكونات مثل DEET أو بيكاريدين. ويمكنك شراؤه من موقع أمازون بالضغط هنا 
  • ارتداء ملابس طويلة الأكمام وسراويل طويلة، خاصة خلال فترات الفجر والغسق عندما يكون البعوض أكثر نشاطاً.
  • التأكد من سلامة النوافذ ووجود شبك واقٍ، واستخدام مكيفات الهواء أو الناموسيات في الأماكن المغلقة.
  • على الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض تجنب لدغات البعوض خلال الأسبوع الأول من الإصابة لمنع نقل الفيروس إلى بعوض سليم.

بالنسبة للمسافرين إلى المناطق الموبوءة، يتوفر لقاح للمساعدة في الوقاية من الفيروس. هذا التطور يضع نيويورك أمام تحدٍ جديد في مجال الصحة العامة، ويؤكد على أهمية برامج مراقبة البعوض المستمرة والاستعداد لمواجهة الأمراض التي كان يُعتقد أنها بعيدة عن المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !