قالت صحيفة “تايمز” البريطانية، أن عائلة هنريتا لاكس، التي توفيت عام 1951، تتجه إلى مقاضاة شركة تكنولوجيا حيوية تدعى “Thermo Fisher”، وستطالبها بدفع مليارات الدولارات، بسبب ما اعتبروه “استغلال خلاياها في الأبحاث العلمية” دون أخذ إذنها بذلك.
فهنريتا لاكس، لم تسافر خلال حياتها إلى أي مكان بعيد، لكنها في مماتها سافرت إلى جميع أنحاء العالم، فقد انتشرت في كل قارة، بعد أن استُخدمت خلاياها في كل الجامعات. فإذا أراد شخص ما طلب قطعة من جسد هنريتا، فسوف تُرسل إليه عبر البريد قارورة لخلاياها في غضون أيام.
بالنظر إلى أنها لم توافق قط على ذلك، فإن أحفادها قالوا إن الوقت قد حان لمن يستخدمون خلاياها في الأبحاث أن يدفعوا مقابل ذلك.
إذ إن ورثة هنريتا، التي ماتت عام 1951 وهي في عمر الحادية والثلاثين، لكن خلاياها “الخالدة” عاشت عن طريق البحوث العلمية، يقاضون شركة تكنولوجيا حيوية يدّعون أنها حققت مليارات من هذه الخلايا.
أُخذت الخلايا من هنريتا، وهي من صاحبات البشرة السمراء، خلال استئصال أنسجة في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور لإصابتها بسرطان الرحم، ثم أُعطيت إلى باحث اكتشف أن لديها قدرة استثنائية على التناسخ والتكرار خارج الجسم. جعلها هذا الأمر مهمة للغاية في البحوث، حيث نُسخت وأعيد إنتاجها إلى ما لا نهاية.
والآن، صارت خلايا هنريتا أداة معملية قياسية تعد أساسية للتقدم في المجالات التي تتنوع بين السرطان ومرض كوفيد-19.
زبحسب موقع “عربي بوست”، لم تمنح هنريتا موافقتها ولم تعرف حتى بالأمر، وماتت بعد 6 أشهر من استئصال الأنسجة.
برغم عدم وجود قواعد على الموافقة عندما أُخذت الخلايا، يوجد الآن مثل هذه القواعد وأقارب هنريتا رفعوا دعاوى ضد شركة Thermo Fisher المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية، بسبب استمرار استخدام الخلايا بدون الحصول على إذن. وقد تواجه شركات أخرى دعاوى قضائية بسبب ما وصفه أقارب هنريتا بـ “النظام الطبي الجائر عنصرياً”.
قال محامٍ ينوب عن العائلة، ويدعى بن كرامب، إنه من “المخزي” أن الشركة كانت في موقع المتحكم في خلايا جدتهم وأضاف: “لماذا تكون لهم حقوق ملكية على خلاياها ويستطيعون تحقيق مليارات الدولارات بينما عائلتها، من هم من لحمها ودمها وأبناؤها من أصحاب البشرة السمراء، لا يحصلون على شيء؟”.
يطالب ورثة هنريتا من شركة Thermo Fisher أن يحددوا الأرباح التي تحققت من وراء خلايا هيلا، وألا تُستخدم بدون إذن. وقدمت دعوى قضائية أمس في الذكرى الـ70 لوفاتها. وتجدر الإشارة إلى أن كتاباً حقق أعلى المبيعات بعنوان The Immortal Life of Henrietta Lacks (الحياة الخالدة لهنريتا لاكس) نُشر في 2010، جرى تحويله إلى فيلم لاحقاً.