في تقرير صادر عن مكتب عمدة مدينة نيويورك، تبين أن عدد الأشخاص المقيمين في ملاجئ المشردين بالمدينة قد شهد ارتفاعًا حادًا بنسبة 53% خلال العام الماضي، وذلك بسبب تزايد أعداد المهاجرين بشكل كبير. الأرقام التي تم جمعها في التقرير الإداري الأولي للعمدة إريك آدمز، تُظهر مقارنة بين بيانات وأداء الوكالات الحكومية للأشهر الأربعة الأولى من السنة المالية 2023 (من يوليو إلى أكتوبر) مقابل نفس الفترة من عام 2022.
ووفقًا للتقرير، فإن المتوسط اليومي لعدد الأفراد في الملاجئ بلغ 83,985 شخصًا خلال الفترة المذكورة، مقارنةً بـ 54,738 فردًا في عام 2022. الزيادة الكبيرة في أعداد طالبي اللجوء، الذين شكّلوا أكثر من نصف الوافدين الجدد خلال هذه الفترة، كانت الدافع الرئيسي لهذا الارتفاع.
لقد أدى تدفق طالبي اللجوء إلى مدينة نيويورك إلى زيادة بنسبة 147% في عدد الأسر التي تحتاج إلى مأوى وبنسبة 185% للأسر البالغة بدون أطفال. بالمقابل، سُجل انخفاض بنسبة 13% في عدد البالغين العازبين الذين دخلوا الملاجئ التي تديرها أو تشرف عليها وزارة خدمات المشردين.
ردًا على هذه الأزمة، أعلن العمدة آدمز عن تحديد مدة الإقامة في الملاجئ بـ 60 يومًا في يوليو، وتم تقليصها إلى 30 يومًا في سبتمبر لتخفيف الضغط على النظام المثقل. هذه الإجراءات، على الرغم من عدم ذكرها بشكل صريح في التقرير، ساهمت في تقصير مدة الإقامة بالملاجئ.
لمواجهة هذه الأزمة، قامت المدينة بفتح أكثر من 210 مواقع للإيواء الطارئ لاستيعاب أكثر من 170,700 مهاجر خلال الأزمة الحدودية التي دخلت عامها الثالث. بالإضافة إلى ذلك، تم تحويل أكثر من 100 فندق إلى ملاجئ طارئة بتكلفة تجاوزت المليار دولار.
التقرير يُسلط الضوء أيضًا على الطرق المتعددة التي استجابت بها الوكالات الحكومية لمساعدة موجات طالبي اللجوء، وكيف أثرت الأزمة على الخدمات. من بين النقاط الملفتة، ارتفاع التسجيل في برنامج NYC Care – برنامج التأمين الصحي المجاني أو بتكلفة منخفضة الذي بدأه العمدة السابق بيل دي بلاسيو – بنسبة 16%، من 105,070 إلى 121,478 مقارنة بالعام الماضي.
يُعد هذا التقرير شاهدًا على التحديات الكبيرة التي تواجهها مدينة نيويورك في التعامل مع أزمة المهاجرين، مما يضع ضغوطًا هائلة على نظام الإيواء والخدمات العامة بالمدينة.