قالت صحيفة نيويورك تايمز إن “كينيث ت. كوتشينيلي”، مسؤول الهجرة رفيع المستوى في إدارة ترامب أثار موجة من الانتقادات لتهكمه على مقطع من قصيدة سوناتة يرجع تاريخها لأكثر من 136 عامًا ومنقوشة على تمثال الحرية، أثناء دفاعه عن سياسات الإدارة الأمريكية إزاء المهاجرين إلى الولايات المتحدة، وقرأ كوتشينيلي المقطع بطريقة مختلفة عن نصه الأصلي؛ فقال مستنكرًا: “أرني متعبًا وفقيرًا يقويان على الوقوف على قدميهما” وأثارت تصريحاته جدلاً واسعًا.
يذكر أن النص الأصلي للسوناتة التي كتبتها “إيما لازاروس” هو: (تعالوا إلي يا جميع المتعبين)، وهي دعوة إنجيلية الأصل للمسيح . وأصر “كوتشينيلي”، القائم بأعمال مدير خدمات المواطنة والهجرة بالولايات المتحدة، على أن المقصود بقصيدة “لازاروس” هم المهاجرون الأوائل القادمون من أوروبا”.
وكان “كوتشينيلي” يتحدث إلى وسائل الإعلام عن قاعدة جديدة تتبعها إدارة ترامب والتي تستهدف المهاجرين القانونيين، الذين يريدون البقاء في الولايات المتحدة ولكن يُرجح أن لا يستفيدوا من برامج المنافع الحكومية إلا إذا دفعوا رسومًا حكومية، ولفتت نيويورك تايمز إلى أن سياسة ترامب يمكن أن تغير وجه أمريكا كمقصد للمهاجرين الذين ينشدون الأمن والرخاء.
أثارت ردود السيد كوتشينيلي إدانة سريعة من معارضي ترامب، وانصبت ردود الفعل العنيفة على استهجان إساءة تصريح المسؤول الأمريكي للأهمية الرمزية الدائمة لتمثال الحرية والسوناتة الشعرية في جزيرة ليبرتي، جنوب غرب مانهاتن.
قالت السناتور إليزابيث وارين من ماساتشوستس، وهي مرشحة ديمقراطية للرئاسة، عبر موقع تويتر يوم الثلاثاء: “قيمنا الأمريكية الحقيقية منقوشة على تمثال الحرية ولن يتم استبدالها”.
من جانبه، نشر النائب السابق بيتو أورورك من تكساس، الذي يسعى أيضًا إلى ترشيح الديمقراطيين، تغريدة قال فيها: “لن يتم تغيير كلمات تمثال الحرية نزولاً على رغبات النزوات العنصرية لهذه الإدارة. ولن يغير أحد شخصية هذا البلد”.
في بيان يوم الأربعاء ، قال كوتشينيلي إن “الموضوع الذي سيطر على اهتمام وسائل الإعلام اليسارية هو السؤال عن قصيدة، ولكن لا أحد ناقش ضرورة إعادة النظر في السياسات القديمة التي عفى عليها الزمن، وما نتوقعه من المهاجرين الذين يأتون إلى هنا هو أن يكونوا قادرين على دعم أنفسهم وغير منساقين وراء أحلام غير واقعية ووعود فارغة بالرفاهية، التي لا تأتي من فراغ”.
وقال ستيفن بورتنوي، صحفي في إذاعة سي بي إس نيوز: “إنك تنفذ قاعدة رسوم عامة لأول مرة، هل تتسق تلك الإجراءات مع الكلاسيكيات الأمريكية ذات الصلة برعاية الفقراء والمتعبين؟ أم سنتنازل عن تلك القيم؟ ”
أجاب كوتشينيلي بأنه “بالتأكيد لستُ مستعدًا لإزالة أي شيء من تمثال الحرية” ، وأضاف أن الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل من الترحيب بالمهاجرين. وظهرت القصيدة مرة أخرى صباح يوم الثلاثاء، خلال مقابلة مع راشيل مارتن في الإذاعة الوطنية العامة. وتمثال الحرية بمرور الوقت، اكتسب قيمة رمزية متزايدة في مناقشات البلاد حول الهجرة. وتساءلت مارتن: “هل توافق أيضًا على أن كلمات إيما لازاروس المحفورة على تمثال الحرية، فهي أيضًا جزء من الروح الأمريكية؟”
فقال كوتشينيلي أوافق بشرط أن تريني متعبًا وفقيرًا يمكنه الوقوف على قدميه”.
تكرر هذا التعليق في وقت لاحق يوم الثلاثاء خلال مقابلة مع إيرين بورنيت على شبكة سي إن إن. قرأت السيدة بورنيت الأسطر الأخيرة للقصيدة بصوت عالٍ وأضافت: “البائس، المسكين، مرفوض – أليس كذلك؟ هذا ما تقوله القصيدة المفترض أن تدافع عنها أميركا. إذن ما رأيك في أمريكا؟
وأجابها كوتشينيلي: “حسناً بالطبع كانت تلك القصيدة تشير إلى أشخاص قادمين من أوروبا، حيث كان لديهم مجتمعات قائمة على أساس طبقي والناس يعتبرون بائسين إذا لم ينتموا للطبقة العليا”.