اعتذرت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، إليزابيث وارن، لقبيلة “شيروكي” التي تنتمي لها. لأنها أجرت فحصاً للحمض النووي لتثبت أصولها التي تعود للهنود الحمر، متحدية بذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان يشكك في جذورها، كما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
وأرادت عضوة مجلس الشيوخ من هذا الفحص الرد على سخرية الرئيس الجمهوري الذي أطلق عليها وصف “بوكاهونتاس”، وشكك في أصولها القبلية، وتبادلا التهم والسخرية منذ الحملة الرئاسية عام 2016.
وأشارت نتائج الفحص إلى “أدلة قوية على وجود أجداد من الأميركيين الأصليين يرقون إلى فترة تمتد من ستة إلى عشرة أجيال”.
ولكن بالإضافة إلى تعرضها لمزيد من التهكم من الرئيس الأميركي، تسببت لها النتائج في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 بجدل مع بعض قبائل الأميركيين الأصليين الذين يؤكدون أن انتماءهم يستند خصوصاً إلى الإرث الثقافي وليس إلى مجرد روابط جينية.
واعتبر منتقدوها أن إصرار وارن على تأكيد انتمائها للأميركيين الأصليين هدفه تحسين فرصها في الحصول على وظائف التدريس في اثنين من أفضل كليات الحقوق في البلاد في جامعة بنسلفانيا وهارفرد منذ عام 2012. على الرغم من عدم وجود أي دليل على أن وارن اكتسبت أي ميزة خاصة في مسيرتها المهنية.
وقالت جولي هوبارد، مديرة الإعلام في مؤسسة “شيروكي نيشن”، في بيان أرسلته إلى عدد من وسائل الإعلام الأميركية بعد اعتذار وارن أمس الجمعة، “اتصلت بنا عضو مجلس الشيوخ وارن واعتذرت من القبيلة”. وأضافت “يشجعنا هذا الحوار وهذا التفاهم على القول إن الانتماء إلى قبيلة شيروكي متجذر عبر قرون من الثقافات والقوانين، وليس من خلال اختبارات الحمض النووي”. وتابعت “نأمل من خلال تحركها أن تنتهي الآن السخرية من المواطنين القبليين وتاريخهم وتراثهم”.
وتضغط هذه القضية على المرشحة الديموقراطية التي جعلت من الدفاع عن العمال والطبقة الوسطى والأقليات معركتها.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن مستشارين مقربين منها يشعرون بالقلق من أن يؤدي نشر نتائج هذا الاختبار إلى الإساءة لعلاقاتها بالأقليات.
وجاء قرار وارن في العام الماضي بإصدار شريط فيديو يروج لأصول عائلتها الأصلية، ونشرها على الإنترنت تحليلاً لبياناتها الوراثية والذي حدد 5 أجزاء وراثية تؤكد أصلها الأميركي، مع رد فعل سياسي سريع، بحسب موقع “سي إن إن”.
وكان تشاك هوسكين، وزير خارجية ولاية شيروكي، من أشد نقاد وارين. وقال في بيان في ذلك الوقت “استخدام اختبار الحمض النووي للكشف عن أي صلة بأمة شيروكي أو أي دولة قبلية، حتى بشكل مبهم، غير مناسب وخاطئ”. واعتبر أن وارن “تستهزئ من اختبارات الحمض الخلوي الصبغي (DNA) واستخداماتها المشروعة، في الوقت الذي تهين فيه أيضاً الحكومات القبلية الشرعية ومواطنيها، الذين تم توثيق أسلافهم بشكل جيد وتأكيد تراثهم”.
وكانت وارن أول اسم كبير ينطلق في السباق الديموقراطي إلى البيت الأبيض، منذ 31 ديسمبر/ كانون الأول 2018. ويتنافس نحو عشرة مرشحين قبل أكثر من عام ونصف العام على الانتخابات المرتقبة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.