وكالات
اشترت الولايات المتحدة 400 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد نصفها من «فايزر» والنصف الآخر من «موديرنا» ما يسمح بتلقيح 200 مليون شخص؛ لأن اللقاح يعطى في جرعتين بفارق شهر.
وقوبل وصول آلاف جرعات اللقاح إلى مستشفيات مدينة نيويورك الأسبوع الماضي بفيض من الأمل من الأطباء والممرضات الذين عملوا خلال الموجة الأولى من الجائحة، ولكن هذا الأمل سرعان ما تبدد وسط استياء عدد من الأطباء والممرضات في مستشفيات نيويورك من كيفية توزيع اللقاح في مؤسساتهم، وفقاً لما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وفي مستشفى مورغان ستانلي للأطفال في نيويورك، انتشرت شائعة الأسبوع الماضي مفادها أن مخزن لقاح فيروس كورونا في الطابق التاسع لا يوجد عليه حراسة الأمر الذي قد يمكن أي شخص من الحصول على اللقاح خلسة.
وبموجب القواعد، كان من المفترض أن يتم تطعيم موظفو الرعاية الصحية الأكثر تعرضًا للفيروس أولاً، ولكن سرعان ما تم تطعيم أولئك الذين ينتمون إلى الأقسام ذات المخاطر المنخفضة، بما في ذلك أشخاص قضوا فترة طويلة في المنزل منذ انتشار الوباء.
وأثارت الهفوة، التي حدثت خلال 48 ساعة من وصول الجرعات الأولى من اللقاح إلى المدينة، الغضب بين الموظفين، الأمر الذي دفع المستشفى لتقديم اعتذار رسمي.
كما كتب كريغ ألبانيز، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في مستشفى مورغان ستانلي في رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين: «أشعر بخيبة أمل وحزن شديد لحدوث هذا».
وتحدث عدد من الأطباء والممرضات الأميركيين إلى صحيفة «نيويورك تايمز» شريطة عدم ذكر أسمائهم، حيث أشاروا إلى أن المستشفيات أبدت استعدادها لفصل أو معاقبة الموظفين في حال تحدثهم إلى وسائل الإعلام أثناء الوباء.
وأشار أطباء في حي مانهاتن إلى أنهم أصيبوا بالدهشة الشديدة عند رؤيتهم لصور نشرها بعض زملائهم على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء تلقيهم للتطعيم، حيث أكدوا أنهم كانوا يعملون في أقسام منخفضة المخاطر و«لم يكن يستوجب إعطاءهم الأولوية في التطعيم ضد الفيروس».
وقال أحد الأطباء في مستشفى مورغان ستانلي «ما يحدث جعلني أشعر أننا مستعدون لسحق بعضنا البعض من أجل الحصول على اللقاح أولا. هذا شيء محزن».
وقال طبيب آخر بالمستشفى، يعمل في وحدة العناية المركزة، إنه فوجئ بعدد من الموظفين يتوجهون لغرفة التطعيم بالمستشفى حيث أخبروه أنهم في طريقهم للحصول على اللقاح رغم عدم قيام أي من مسؤولي المستشفى بإخباره بالأمر.
ومن جهتها، أكدت ممرضة بالمستشفى نفسها، أن هناك اختصاصية اجتماعية حصلت على التطعيم قبل عدد من الأطباء والممرضات، مشيرة إلى أنها سألتها عن سبب إقدامها على ذلك لترد عليها الاختصاصية قائلة إنها «أحيانا تذهب لغرف الطوارئ»، الأمر الذي أكدت الممرضة أنه لا يحدث إطلاقا.
وقالت اختصاصية علاج وظيفي كانت تعالج مرضى كورونا في مركز ايرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا في نيويورك «إنه أمر محبط أن تتحول فرحة وصول اللقاح الذي طال انتظاره إلى منافسة وشك وانعدام ثقة».
وكتبت مجموعة من أطباء التخدير في مستشفى ماونت سيناي بمنهاتن إلى المسؤولين خلال عطلة نهاية الأسبوع: «نشعر بعدم الاحترام وعدم التقدير بسبب عدم إعطائنا الأولوية في تلقي التطعيم».
وأضاف الأطباء: «لقد وصلنا إلى نقطة الغليان عندما شهدنا إعطاء اللقاحات بشكل عشوائي للموظفين الذين لم يكونوا جزءًا من المجموعة المخطط لإعطائها الأولوية».
ومن جهته، قال الدكتور رامون تلاج، الذي يعمل ضمن فريق عمل حكومي يقدم المشورة للمحافظ بشأن طرح اللقاح، إن «هذه الشائعات المدفوعة بسوء النية ستتلاشى مع انتشار اللقاح على نطاق واسع».
وأفادت تقارير إعلامية أميركية اليوم (الجمعة) بأن أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة قد تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» المسبب لمرض «كوفيد – 19». وتشير التقارير إلى أن السبب وراء تطعيم هذا العدد المنخفض هو أن العديد من الجرعات التي تم إعطاؤها في الأيام الأخيرة لم يتم جدولتها بعد في الأرقام الواردة من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.