في واقعة أثارت الرأي العام في نيويورك، نجت فتاة أمريكية من السجن بعد اعتدائها على سائق مسلم باستخدام رذاذ الفلفل (غاز مسيل للدموع) داخل سيارته، وذلك بعد أن قرر الضحية، بدافع ديني، أن يسامحها.
الاعتداء خلال الصلاة واتهامات بالكراهية
الفتاة، جينيفر غيلبو، 24 عامًا، خريجة كلية مانهاتن وعضوة سابقة في نادٍ جامعي، هاجمت السائق المسلم سهيل محمود يوم 31 يوليو 2024، بينما كان يقود سيارته الأوبر في مانهاتن.
وبحسب محمود، بدأت غيلبو بالصراخ عليه وهاجمته باستخدام رذاذ الفلفل فور سماعها له وهو يؤدي دعاءً باللغة العربية أثناء توقفه عند إشارة مرور، قبل أن تصرخ: “أخرجوه! إنه بني اللون!”
السائق، الذي يعمل في منطقة إلمهورست في كوينز وأب لثلاثة أطفال، أكد أن الكاميرا داخل السيارة سجّلت كل شيء، وادعى أن غيلبو صرّحت بوضوح بأن سبب الهجوم هو لون بشرته. لكن الادعاء العام في مانهاتن قال إن المقطع “غير واضح كفاية” لتأكيد الدافع العنصري.
الضحية يختار المسامحة بدافع ديني
رغم أن الفتاة واجهت في البداية اتهامًا بارتكاب جريمة كراهية يعاقب عليها بالسجن حتى 15 عامًا، فإن محمود، المتدين، قرر مسامحتها، قائلاً: “هي في عمر ابنتي تقريبًا، وأنا أؤمن بيوم الحساب… إذا سامحتها، سيغفر الله لي.”
بفضل موقفه، وافق القضاء على صفقة مخففة تقضي باعتراف غيلبو بجريمة مضايقة مشددة من الدرجة الثانية (جناية)، دون حكم بالسجن.
شروط الصفقة: علاج ومجتمع بدل السجن
كجزء من الصفقة، وافقت جينيفر على إكمال 100 ساعة من الخدمة المجتمعية، بالإضافة إلى الخضوع لعلاج نفسي وبرامج مكافحة التحيز وسوء استخدام الكحول. إذا التزمت بهذه الشروط خلال عام، فستُمنح فرصة لتخفيض الإدانة إلى تهمة غير جنائية: “مضايقة من الدرجة الثانية.”
وأشارت النيابة إلى أن غيلبو أظهرت ندمًا، وخضعت بالفعل للعلاج منذ الحادث، ولم يسبق أن كان لها سجل جنائي.
ردود فعل متباينة
الحادث أثار جدلًا حول معايير العدالة في قضايا الكراهية، خاصة عندما يتدخل “العفو الشخصي” في مسار العدالة الجنائية. وقال نشطاء إن الضحية اختار المسامحة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن القضية يجب أن تُغلق بدون مساءلة واضحة على أساس التمييز.