وكالات
يبدأ في الولايات المتحدة العد التنازلي للأيام العشرة الأخيرة قبل الموعد الرسمي للانتخابات، التي تشهد منافسة محمومة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، وغريمه الديمقراطي جو بايدن، والتي ستحسم نتيجتها ولايات محددة، في وقت تتبنى فيه أكثر المناطق توجهات واضحة.
وفي فلوريدا، إحدى الولايات السبع التي ستحسم نتيجة الانتخابات، أدلى ترامب بصوته، في إطار الاقتراع المبكر، تماما كما فعل نحو 54 مليون ناخب، من أصل نحو 240 مليونا يحق لهم التصويت هذا العام، بحسب بيانات اطلعت عليها “عربي21″، نشرتها مؤسسة “مشروع الانتخابات الأمريكية”.
وأدلى ترامب بصوته داخل مكتبة في “ويست بالم بيتش”، بالقرب من منتجع “مارالاغو” الذي يملكه، بعدما غير مقر إقامته الدائم وعنوانه في سجلات الناخبين في العام الماضي من نيويورك إلى فلوريدا، وهي من الولايات التي ساهمت بإيصاله إلى البيت الأبيض عام 2016.
وقال الرئيس الأمريكي لصحفيين، مازحا، بعد الإدلاء بصوته: “منحت صوتي لرجل يدعى ترامب”. ومن المقرر أن يعقد المرشح الجمهوري مؤتمرات انتخابية في ثلاث ولايات متأرجحة، السبت، في محاولة لتقليص الفارق بينه وبين بايدن، المتقدم بنحو 10 نقاط.
أما بايدن، فقد توجه مع زوجته إلى ساحة انتخابية أخرى يحتدم فيها السباق هي ولاية بنسلفانيا لعقد مؤتمرين السبت، وهي التي من شأن فقدانها لصالح ترامب إنعاش فرص الأخير بالمنافسة.
وبحسب معدل بيانات تسع مؤسسات تستطلع آراء الناخبين الأمريكيين في جميع أنحاء البلاد، فإن خمس ولايات ما زالت تعد “متأرجحة”، ولم تحسم ميلها لأحد المرشحين، فيما تشكل ولايتان خطرا كبيرا بالنظر إلى ثقلهما الكبير في المجمع الانتخابي، وضعف ثقة الناخبين فيهما تماما.
وفلوريدا هي أهم الولايات المتأرجحة، وتشغل 29 مقعدا بالمجمع الانتخابي، ما يجعلها تشترك مع نيويورك في المركز الثالث من حيث الثقل الانتخابي بين جميع الولايات.
ووفق معدل البيانات، الذي نشره موقع “270 تو وين”، واطلعت عليه “عربي21″، فإن الولايات المتأرجحة الأربع الأخرى، هي: أوهايو (18 مقعدا بالمجمع الانتخابي)، جورجيا (16 مقعدا)، نورث كارولاينا (15 مقعدا)، أيوا (6 مقاعد).
أما تكساس، ثاني أكبر ولاية سكانيا بعد كاليفورنيا، فإن معدل الاستطلاعات يرجح ميلها لترامب، لكنها أكثر الولايات الجمهورية ترددا في التصويت للرئيس، ما يعرضه لخطر فقدان 38 من أصوات المجمع الانتخابي، وسيحكم عليه بالفشل.
وبالنسبة لبايدن، فإن الأمر أقل خطرا، لكنه مطالب بحسم ثقة ناخبي ولاية بنسلفانيا، وضمان حصتها بالمجمع الانتخابي (20 مقعدا)، لحرمان ترامب من تحقيق اختراق كبير في الولايات الزرقاء.
وترامب بحاجة لضمان الفوز بجميع الولايات الحمراء والمائلة للحمرة، فضلا عن تلك المتأرجحة، بل وتحقيق اختراق في الولايات التي تميل للديمقراطيين، كما فعل عام 2016، ولا سيما بولاية بنسلفانيا.
ولكن مقاعد الولاية الـ20، فضلا عن جميع الولايات المتأرجحة والمائلة إلى الجمهوريين، قد لا تكون كافية لمنح ترامب الفوز (مجموع 268، فيما يتطلب الفوز 270)، لكنها ستمنحه ورقة التشكيك بالنتائج على الأقل.
ويخشى الأمريكيون من فوضى عارمة في البلاد، في حال لم يتمكن بايدن من تحقيق فوز كبير على ترامب، ولجوء الأخير إلى الطعن بالنتائج وتهييج أنصاره.
ورصدت ثلاث مؤسسات رئيسية، هي “إنسايد إلكشن” و”فايف ثيرتي إيت”، ومجلة “الإكونومست”، تقدما طفيفا لبايدن في فلوريدا، بينما رجحت مؤسسة “بريدكت إت” تقدم ترامب في ولايته المفضلة، ما يظهر حدة الانقسام داخلها.
ولا يبدو أن بايدن بحاجة كبيرة لجر فلوريدا إلى صفه، بقدر اهتمامه بأن لا تصوت لغريمه الجمهوري، كي يضمن فوزا كبيرا ويتجنب السقوط بفخ “معجزات ترامب”.
وسيشارك الرئيس السابق باراك أوباما في أحداث انتخابية في فلوريدا وسيظهر للمرة الثانية في الحملة لدعم نائبه السابق بايدن بعدما شارك في مؤتمر في بنسلفانيا يوم الأربعاء، ما يؤكد الأهمية الكبرى للولايتين.
ويتوقع أن يدفع الاستقطاب الحاد وسخونة المشهد السياسي مزيدا من الأمريكيين للإدلاء بأصواتهم، لتصبح أكثر انتخابات تشهد إقبالا للناخبين منذ 100 عام وفقا لبيانات مشروع الانتخابات الأمريكية، التي قدرت أن تبلغ النسبة 62 بالمئة، متجاوزة انتخابات أوباما وجون ماكين، عام 2012، والتي شارك فيها 61.65 بالمئة ممن يحق لهم التصويت بالولايات المتحدة.