كشفت صحيفة “ذا بوست” عن فضائح جديدة تطال كبار قيادات شرطة نيويورك، وعلى رأسهم القائد السابق جيفري مادري، المتهم باستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية وتسهيل حصول مقربين منه على ساعات عمل إضافية بمبالغ ضخمة.
أوضحت الصحيفة أن المحققة إنغريد ساندرز، التي شغلت منصب السائق الخاص لمادري، حصلت على مبلغ مذهل قدره 163,414 دولارًا كأجر عن ساعات إضافية في العام الماضي، مما رفع راتبها الإجمالي إلى 352,462 دولارًا. ساندرز كانت السابعة بين أعلى موظفي الشرطة أجرًا عن الساعات الإضافية.
بعد كشف “ذا بوست” لتورط مادري في سلوكيات غير أخلاقية، استقال مادري من منصبه في نفس اليوم، وانتقلت ساندرز إلى أحد أقسام الشرطة في كوينز قبل أن تقدم طلب تقاعدها.
شهادات وشكاوى صادمة
من ناحية أخرى، تقدمت الملازم كواتيشا إيبس، التي كانت مسؤولة عن الموظفين لدى مادري، بشكوى رسمية لدى لجنة تكافؤ فرص العمل (EEOC) تتهم فيها مادري بإجبارها على تقديم خدمات جنسية مقابل حصولها على فرص عمل إضافية. وأشارت إيبس إلى أنها حصلت على 204,453 دولارًا عن ساعات إضافية، مما رفع راتبها الإجمالي إلى 403,515 دولارًا، لتصبح الأعلى أجرًا بين ضباط الشرطة.
وقالت إيبس إن جزءًا من هذه الساعات الإضافية كان يُخصص لتلبية طلبات مادري المتعلقة بمساعدة المحققة آدا رييس، التي تمت ترقيتها بسرعة غير معتادة منذ انضمامها إلى الشرطة في عام 2019. تضمنت المساعدة شراء لوازم منزلية، البحث عن شقة، بل وحتى استئجار شقة باسم أطفال إيبس البالغين لتستخدمها رييس وعائلتها.
بلغ راتب رييس في عام 2024 حوالي 154,405 دولارًا، بينها 55,923 دولارًا كأجر عن ساعات إضافية. وعند نقلها إلى مقر قيادة الشرطة في 2023، أصر مادري على عدم عملها في مكتبه مباشرة لتجنب أي احتكاك بينها وبين ساندرز.
مواجهة أمام القضاء والإعلام
اتهمت إيبس مادري باستغلال ضعفها المالي، حيث كانت تواجه خطر فقدان منزلها بسبب الرهن العقاري. وزعمت أنها تعرضت لاعتداء جنسي من مادري عدة مرات في مكتبه الخاص. في المقابل، نفى مادري الاتهامات الموجهة إليه عبر محاميه الذي وصف العلاقة بين مادري وإيبس بأنها كانت consensual (بموافقة جميع الأطراف)، مشيرًا إلى وجود “أدلة” تدعم ذلك، بما في ذلك صور ومقاطع فيديو.
تظل هذه القضية محط أنظار الرأي العام في نيويورك، حيث تثير أسئلة جدية حول استغلال السلطة داخل صفوف شرطة المدينة.