في مواجهة غير مألوفة ومثيرة للجدل، قام عملاء من حرس الحدود الأمريكي يوم الأربعاء باعتقال اثنين من رجال الإطفاء أثناء مشاركتهم في مكافحة حريق “بير غولش” (Bear Gulch Fire) في شبه جزيرة أولمبيك بولاية واشنطن. الحادثة، التي وصفها شهود عيان من رجال الإطفاء وتم توثيقها في صور ومقاطع فيديو، أثارت تساؤلات حول أسباب الاعتقال ودور وكالات إنفاذ قوانين الهجرة الفيدرالية أثناء حالات الطوارئ.
تفاصيل المواجهة والاعتقال
وفقًا لشهادات رجال الإطفاء، استمرت المواجهة لمدة ثلاث ساعات، حيث طالب عملاء فيدراليون بالتحقق من هويات أفراد طاقمين من شركة مقاولات خاصة تعمل في إطفاء الحرائق. كان هؤلاء الأفراد من بين 400 شخص تم نشرهم لمكافحة الحريق، الذي يعتبر أكبر حريق نشط في ولاية واشنطن. وذكر أحد رجال الإطفاء أن العملاء الفيدراليين وصلوا حوالي الساعة 9:30 صباحًا وطلبوا من أفراد الطواقم الاصطفاف لفحص بطاقات هوياتهم، كما قيل لهم ألا يقوموا بتصوير الحادثة.
تُظهر الصور من مكان الحادث ضباطًا يرتدون سترات كتب عليها “Police” وهم يعتقلون أحد رجال الإطفاء، بينما يبدو آخر مقيدًا. لم تتضح أسباب الاعتقال على الفور، ولم تستجب وكالات حرس الحدود، أو وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE)، أو وزارة الأمن الداخلي لطلبات التعليق يوم الأربعاء.
سابقة خطيرة وتساؤلات حول الأولويات
تُعتبر هذه الحادثة غير عادية إلى حد كبير. فمن النادر أن يقوم عملاء الحدود الفيدراليون بتنفيذ اعتقالات أثناء مكافحة حريق نشط، خاصة في منطقة نائية. يثير هذا الإجراء تساؤلات جدية حول أولويات الوكالات الفيدرالية، وما إذا كانت عمليات إنفاذ قوانين الهجرة يجب أن تكون لها الأسبقية على جهود الاستجابة لحالات الطوارئ التي تهدد الأرواح والممتلكات.
بالنسبة للمجتمعات المهاجرة، قد يكون لهذه الحادثة تأثير مخيف. يعتمد قطاع مكافحة الحرائق، خاصة من خلال المقاولين من الباطن، في كثير من الأحيان على عمال مهاجرين. إذا أصبح رجال الإطفاء يخشون من أن يتم استهدافهم من قبل سلطات الهجرة أثناء أداء واجباتهم الخطرة، فقد يؤدي ذلك إلى نقص في القوى العاملة المتاحة لمكافحة حرائق الغابات، التي تشكل تهديدًا متزايدًا في غرب الولايات المتحدة.
تلقي هذه الواقعة بظلال من الشك على التنسيق بين الوكالات الحكومية المختلفة، وتفتح الباب أمام نقاش أوسع حول الحدود بين الأمن القومي والسلامة العامة في ظل سياسات الهجرة الحالية.