اتخذ قاض في نيويورك، يوم الثلاثاء، قراره بتغريم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تسعة آلاف دولار، كما هدد بحبسه، بعد تكرار انتهاكه أمراً بمنع النشر والإدلاء بتصريحات بشأن شهود محتملين في نظر قضية دفع أموال لممثلة أفلام إباحية.
وفي ثماني صفحات، كتب القاضي خوان ميرشان حُكماً جاء فيه أن “المحكمة تدين المدّعى عليه بتهمة الازدراء الجنائي لتعمّده عدم الامتثال لأمر قضائي صادر عن المحكمة ذاتها”.
قرار القاضي ميرشان جاء بعد اتهام وجّهه الادعاء إلى ترامب بانتهاك حُكم بمنع النشر؛ إذ قام الرئيس السابق بمشاركة عدد من المنشورات عبر موقعه الخاص للتواصل الاجتماعي وعلى الموقع الإلكتروني لحملته الانتخابية.
وحظر القاضي ترامب من الإدلاء بأي تصريحات تتعلق بشهود محتملين، أو الادعاء، أو هيئة المحكمة، أو عائلاتهم.
وفي قراره، قال القاضي ميرشان إن الادعاء تحقق من انتهاك ترامب لحكم المحكمة في تسعة من أصل عشرة منشورات تم فحصها. وجرى تغريم ترامب على كل انتهاك بألف دولار – وهو الحد الأقصى بمقتضى قانون الولاية.
وحذّر القاضي ترامب من أنه قد يواجه عقوبة الحبس إذا ما استمر في نشر إهانات تتعلق بشهود محتملين وبهيئة المحلفين.
من جهته، هاجم الرئيس السابق، والمرشح الجمهوري المفترض للرئاسة، حكم المحكمة الخاص بعدم النشر -وغيره من الأحكام الصادرة عن محاكم أخرى- واصفا إياها بأنها “تكميم ظالم لخطابه السياسي”.
وبعد قرار المحكمة، قال ترامب في رسالة إلكترونية موجّهة للحملة الانتخابية: “يظنون أن بإمكانهم تجفيف مواردي وإخراسي، لكنني أبداً لن أتوقف عن النضال من أجلكم”.
وعبر منصته تروث سوشال، قال ترامب: “هذا القاضي يصادر حقي في حرية التعبير. أنا المرشح الرئاسي الوحيد في التاريخ الذي يُمنع من الكلام. هذه المحاكمة مصطنعة بالكامل، وإذْ يصادر حقي في حرية التعبير، فإن هذا القاضي المتناقض للغاية يفسد الانتخابات الرئاسية 2024. تدخُّل في الانتخابات!!!”
ويعدّ خوان ميرشان ثاني قاض في أقل من عام واحد يعاقب ترامب على كلام له خارج المحكمة.
وإذْ رأى القاضي ميرشان أن الغرامة قد لا تردع المتّهم إذا كان مليارديرا، فقد حذّر من إمكانية النظر في الحبس كعقوبة ضرورية في حالة وقوع انتهاكات مستقبلية؛ وتقابَل تهمة الازدراء الجنائي بعقوبة قد تصل إلى الحبس 30 يوما.
من جهته، دافع تود بلانش، محامي ترامب، عن موكله قائلا إن الأخير لم يقصد انتهاك قرار المحكمة في المنشورات التي أشار إليها الادعاء، وإنما قصد الردّ على هجمات سياسية مكثفة يشنّها عليه كل من مايكل كوهين وستورمي دانيالز.
وأضاف بلانش بأن ترامب “يخوض سباقا رئاسيا، ويتعين عليه أن يكون قادرا على الرد على مثل ذلك”. لكن القاضي ميرشان لم يقتنع بهذا التبرير الذي ساقه بلانش.
وكان مايكل كوهين محامي ترامب قبيل انتخابات 2016، وقد وافق على دفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز لشراء صمتها عن الإفصاح عن أي علاقة تربطها بترامب.
ومن المفترض أن تُستأنف المحاكمة غدا الخميس، وقد رفضت محكمة استئناف في نيويورك وقف المحاكمة، بينما تقوم بالنظر في طلب خاص تقدّم به ترامب لاستبعاد القاضي ميرشان من النظر في القضية.
ويواجه ترامب أربع قضايا جنائية قد تؤثر على مسعاه في العودة للبيت الأبيض. وفي قضاياه الجنائية الثلاث الأخرى، يواجه الرئيس السابق اتهامات بإساءة استخدام معلومات سرية ومحاولة إلغاء خسارته في انتخابات 2020 أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.
ووصف ترامب جميع القضايا الجنائية المرفوعة ضده بأنها مؤامرة من قبل الديمقراطيين الذين ينتمي لهم بايدن لتقويض حملته الرئاسية.