الثلاثاء الذي يلي أول يوم اثنين في شهر نوفمبر، ويصادف الثالث من نوفمبر هذا العام، هو الموعد المنتظر لانتخابات الرئاسة الأميركية والكونغرس ومجلس الشيوخ، والعديد من عمليات الاقتراع المحلية على مستوى الولايات، حيث يتنافس الرئيس دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي، جو بايدن، على البيت الأبيض، وفى وقت يشهد فيه السباق للوصول إلى البيت الأبيض تحطيماً للأرقام القياسية، بدءاً من أعداد المشاركين في التصويت المبكر، وصولاً إلى الإنفاق على الإعلانات السياسية، يتجه الأميركيون غداً إلى صناديق الاقتراع، في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
الاقتراع في زمن كورونا
يحق لـ230 مليون أميركي التصويت في الانتخابات الرئاسية، ويتوقع أنّ تشارك نسبة قياسية منهم في انتخابات عام 2020، وما يعزز هذه النظرية هو تجاوز نسب التصويت المبكر الأرقام التي سجلت في الدورات السابقة، إذ فضل العديد من الناخبين ملء بطاقات الاقتراع التابعة لهم مسبقا لتجنب الوقوف في طوابير طويلة يوم الانتخابات، التي تجري في ظل تفشي فيروس كورونا، وتوقع الخبراء أن تتجاوز نسبة الإقبال، بسهولة، حاجز 138 مليون صوت، التي نجحت انتخابات 2016 باستقطابها، بحسب وكالة “رويترز”.
القضايا والتحديات
وتعتبر التحديات التي تواجه الانتخابات الرئاسية هذا العام أخطر بكثير من السنوات الماضية، إذ انها تجري في ظروف استثنائية لم تشهدها البلاد من قبل، وهي تتجاوز مسألة عد الأصوات في البريد، والذي اعتبرها ترامب تسّهل التزوير، بل أزمة تفشي كورونا الذي لم تتخلص منه البلاد، وحادثة مقتل الرجل الأسود جورج فلويد وما نتج عنها من تظاهرات حاشدة تخللها أعمال عنف.
كما تلقى مسؤولو الانتخابات رسائل بريد إلكتروني مشبوهة يبدو أنها جزء من حملة واسعة النطاق تستهدف عدة ولايات، وسط عدم توجه بنشر مكثف لعناصر الشرطة في بعض الولايات، وذلك لعدم إخافة الناخبين، بحسب “وول ستريت جورنال”. هذا ويعتبر التحدي الأكبر أبعد من ذلك، ومرتبط بموقف الرئيس ترامب من نتائج التصويت، والذي سبق له ولوّح بالطعون القانونية.
وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي “FBI”، ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية “CISA”، من استهداف إيران لمواقع أميركية حكومية على الإنترنت، بما في ذلك مواقع الانتخابات، وقال التحذير إن إيران تحاول التأثير والتدخل في الانتخابات الأميركية، من خلال نشر الدعاية، واستهداف المواقع الانتخابية الأميركية على الإنترنت.
وتابع: “تقوم مجموعة إيرانية بإنشاء مواقع إعلامية وهمية، وتزوير مواقع إعلامية، لنشر دعاية مناهضة للولايات المتحدة، ومعلومات مضللة حول قمع الناخبين”.
“إف بي آي” يحقق في حادثة “اعتراض” حافلة تابعة لحملة جو بايدن
قال مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) الأحد إنه يحقق في حادثة مضايقة حافلة تقل أعضاء في حملة جو بايدن، المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة غدا الثلاثاء.
التصويت المبكر
تلقت كل ولاية تقريباً عدداً من الأصوات المبكرة أكثر مما تلقته في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، إذ أدلى أكثر من 93.8 مليون أميركي بأصواتهم بالفعل، وهو عدد أكبر بكثير مما كان عليه قبل أربع سنوات عندما أدلى 58.8 مليون شخص بأصواتهم في وقت مبكر أو بالبريد، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، وفي 20 ولاية تقدم بيانات التسجيل المرتبطة بالأحزاب، صوّت 19.9 مليون ديمقراطي مسجل بالفعل، مقابل 13 مليون جمهوري، و10.1 مليون دون انتماء حزبي. ولا تظهر البيانات لمن تم التصويت.
التأخر في إعلان النتائج
ومن المتوقع أنّ يسبب الإقبال الكبير على التصويت المبكر، تأخيراً في إعلان النتائج، إذ أنّ معالجة أوراق الاقتراع بالبريد تتطلب عادة وقتا أكثر من بطاقات الاقتراع المباشر، علماً أن ولايات عدّة عدّلت قوانينها لإجراء العد والفرز قبل 22 يوماً من الانتخابات، ولكن ولايات أخرى مثل ميشيغان، بنسلفانيا، وويسكونسن، وجميعها ولايات تعتبر متأرجحة بين الجمهوريين والديمقراطيين، لن تقوم بفرز الأوراق البريدية قبل يوم الانتخابات، ونتيجة لذلك، قد يستغرق الأمر أياماً لمعرفة الفائز في تلك الولايات.
وفي هذا السياق، أكّد مسؤولو الانتخابات والباحثون الأكاديميون، بما في ذلك من مركز برينان للعدالة التابع لكلية القانون بجامعة نيويورك، إنّه لا يوجد دليل على انتشار الاحتيال بالبريد أو أي نوع من التصويت في الانتخابات الأميركية الأخيرة، إذ تقدم جميع الولايات للناخبين القدرة على التحقق من حالة بطاقات الاقتراع الخاصة بهم عبر البريد. وتستغرق معالجة الاقتراع بالبريد وقتاً طويلاً ويمكن أن تتضمن مزيجاً من الفرز الإلكتروني والخطوات اليدوية.
“سياسة استثنائية”.. أمر قضائي لتسريع إجراءات البريد الأميركي
أفاد أمر أصدره الأحد، قاضي المحكمة الجزئية الأميركي، إيميت سوليفان، بأن الخدمة البريدية يجب أن تعزز “إجراءاتها الخاصة” لضمان “تسليم كل اقتراع ممكن بحلول الموعد النهائي في يوم الانتخابات”.
لمن يصوّت الأميركيون؟
لا يعتبر الفائز من يحصل على العدد الأكبر من أصوات الناخبين، إذ أنّ الرئيس الأميركي لا ينتخب من الناخبين مباشرة، وإنما عبر آلية فريدة على الصعيد الوطني، وهي المجمع الانتخابي، إذ يصوت الأميركيون في الواقع لـ 538 ناخباً يقومون هم بانتخاب الرئيس، ومن أجل الفوز في الانتخابات، يتعين على المرشح الحصول على الأغلبية المطلقة من أصوات المجمع الانتخابي، ما يجعل من 270 الرقم الحاسم، وهو النصف زائد واحد من المجمع الانتخابي.
الولايات الحاسمة
يتطلب الطريق إلى البيت الأبيض الفوز بـ 270 صوتاً من أصل 538 صوتاً انتخابياً، لكن الأصوات الحاسمة ستأتي على الأرجح من 13 ولاية، تشكل جميعها ساحة المعركة الانتخابية، إذ أنّه من المتوقع أن تحدد تلك الأصوات الانتخابية البالغ عددها 187 من 11 ولاية، بالإضافة إلى دائرتين في الكونغرس تمنح كل منهما صوتاً انتخابياً واحداً، من سيخرج منتصراً بعد احتساب الأصوات.
والولايات هي: فلوريدا، جورجيا، أيوا، نورث كارولينا، أوهايو، تكساس، أريزونا، ميشيغان، نيفادا، بنسلفانيا، ويسكونسن. وتقع مقاطعات الكونغرس في مين ونبراسكا. ومن خارج هذه المجموعة، هناك ولايتان أخريان يجب مراقبتهما هما مينيسوتا ونيو هامبشاير، إذ بذل ترامب جهوداً لقلب تلك الولايات التي أيّدت هيلاري كلينتون قبل أربع سنوات.
مقاعد الكونغرس
إضافة إلى التصويت للرئيس، سيختار ملايين الناخبين الأميركيين كذلك أعضاء الكونغرس. وسيتم التنافس على 35 مقعداً في مجلس الشيوخ، وكافة مقاعد مجلس النواب الـ 435، ويسيطر الديمقراطيون حاليا على مجلس النواب، وهي ميّزة يستبعد أن يخسروها هذه المرة، بحسب الخبراء.
الإنفاق على الحملات الانتخابية
لجهة الحملات الانتخابية لعام 2020، تم إنفاق 6.6 مليار دولار من قبل المرشحين للرئاسة، أي أكثر بملياري دولار من المبلغ الذي أُنفق في الانتخابات السابقة قبل أربع سنوات، بحسب دراسة أجراها مركز “ريسبونسيف بوليتيكس”، وتفوقت حملة بايدن من هذه الناحية، إذ أغرقت الإذاعات في الولايات الرئيسية بالإعلانات السياسية، وتم بالمجمل إنفاق أكثر من 14 مليار دولار في الفترة التي سبقت انتخابات 3 نوفمبر، إذ تم تخصيص أكثر من سبعة مليارات دولار من هذا المبلغ لانتخابات الكونغرس.