تقترب الولايات المتحدة من موعد السباق الرئاسى المقرر في نوفمبر المقبل والذي يتنافس فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام المرشح الديمقراطي، جو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما للفوز بأربع سنوات في البيت الأبيض، وفى ظل الحرب الانتخابية بين الحزب الجمهوري والديموقراطي، تبادر السلطات التنفيذية والجهات المعنية بالتعامل مع العملية الانتخابية للإعلان عن دورها في الخطوات القادمة حيث أعلنت الاستخبارات الأمريكية أنها ستخطر الكونجرس بتحديثات كتابية فقط فى قضايا تتعلق بالانتخابات بينما تعهد الجيش بالتزام الحياد.
وابلغ مكتب مدير المخابرات الأمريكية لجان المخابرات فى مجلسى النواب والشيوخ بالكونجرس الأمريكي بأنه لن يقدم إيجازًا حول قضايا الأمن في الانتخابات، وبدلاً من ذلك ستقدم المخابرات الوطنية تحديثات مكتوبة إلى لجان الكونجرس، وفقًا لخطابات حصلت عليها شبكة CNN ومسؤول كبير في الإدارة، وأضاف المسئول أن الوكالات الأخرى الداعمة لأمن الانتخابات بما في ذلك وزارة العدل ووزارة الدفاع ووزارة الأمن الداخلى تنوى مواصلة إحاطة الكونجرس.
يأتى ذلك بعد أن أصدر مسؤول استخباراتي رفيع المستوى بشأن أمن الانتخابات بيانًا في وقت سابق من هذا الشهر قال فيه إن الصين وروسيا وإيران تسعى للتدخل في الانتخابات الأمريكية لعام 2020، وهو تحذير أثار بعض ردود الفعل العنيفة من الديمقراطيين في الكابيتول هيل الذين واصلوا الضغط من أجل الإفصاح العام عن مزيد من المعلومات حول طبيعة تلك الجهود، ومن جانبه كشف الجنرال مارك ميلي، رئيس الأركان الأمريكي عن التعديل في علاقة الاستخبارات العسكرية مع الكونجرس بسبب “سرية المعلومات”.
وخلال مرافقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، في زيارته لولاية لوزيانا وجه أحد الصحفيين سؤالا لرئيس الأركان عن أسباب قرار الاستخبارات الامريكية بتقديم تقارير مكتوبه إلي الكونجرس بدلا من الاحاطات الرسمية المتعارف عليها التي يقوم بها شخصيا مع أعضاء مجلس النواب والشيوخ، وأجاب ميلي انه اتخذ هذا القرار لمنع تسريب معلومات سرية للغاية لا يجب الكشف عنها للاعلام.
وتابع : “عندما أقوم بالاحاطات شخصيا أقول معلومات من الواضح أن النواب لا يفهمون أنها سرية ويدلون بها لوسائل الاعلام .. لذا بعد دراسة توصلنا إلى أن التقارير المكتوبة ستكون أفضل للمحافظة على السرية”، وعلق الرئيس دونالد ترامب على كلام ميلي، قائلا في سخرية: “من الواضح ان شيفتي شيف لا يعرف الفرق بين المعلومات السرية وغيرها” في إشارة منه الى الديموقراطي ادم شيف رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب.
كما تعهد الجيش الأمريكي بالتزام الحياد في العملية الانتخابية، حيث قال الجنرال مارك ميلي في وقت سابق إن الجيش لن يلعب أي دور في حل أي خلاف بشأن الانتخابات، وفي حال وجود نزاع حول بعض جوانب الانتخابات، فإن المحاكم الأمريكية والكونجرس مطالبين بموجب القانون بحل أي نزاعات وليس الجيش الأمريكي، وأضاف “أنا لا أتوقع أي دور للقوات المسلحة الأمريكية في هذه العملية”
وتابع: “أقسم أنا وكل فرد من أفراد القوات المسلحة اليمين على دعم دستور الولايات المتحدة والدفاع عنه، واتباع الأوامر القانونية لسلسلة القيادة نحن لن ندير ظهورنا لدستور الولايات المتحدة”،ورداً على سؤاله من قبل المشرعين عن دور الجيش في حل أي نزاع انتخابي، أو أي دور للقوات العاملة في إدارة الانتخابات أو فرز النتائج بالنسبة لهذه العملية، قال أيضًا إنه لا يوجد دور للجيش.
وأضاف الجنرال الأمريكي أنه بموجب قوانين الولايات المتحدة فإن الحكومات الفيدرالية والمحكمة العليا ومكونات السلطة التنفيذية مسئولين مؤهلين يشرفون على هذه العمليات وفقًا لتلك القوانين،وقال: “نحن أمة من القوانين، نحن نتبع سيادة القانون وقد فعلنا ذلك فيما يتعلق بالانتخابات الماضية، وسنواصل القيام بذلك في المستقبل”.
كانت جلسة الاستماع للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب قد عقدت في يوليو حول المشاركة العسكرية في إنفاذ القانون المدني بعد أن هدد ترامب بنشر الجيش لقمع احتجاجات واسعة النطاق ضد التمييز العنصري وعنف الشرطة.
ورفض المتحدث باسم البنتاجون النقاش حول المشاركة العسكرية في الانتخابات ووصفها بأنها “تفكير غير جاد”، لكن الإجابات تأتي في الوقت الذي يثير فيه المرشحون في انتخابات الرئاسة لعام 2020 أسئلة حول المشاركة العسكرية، حيث أثار الرئيس ترامب احتمال عدم قبوله للنتائج في نوفمبر، مدعيا أن التصويت عبر البريد قد يؤدي إلى تزوير واسع النطاق للناخبين على الرغم من عدم وجود أدلة داعمة، في المقابل، قال المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن في يونيو إنه “مقتنع تماما” بأن الجيش سيتدخل إذا رفض ترامب النتائج.