تعيش ولاية واشنطن منذ أشهر على وقع واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي هزّت الولايات المتحدة، بعدما تحوّل جندي سابق في الجيش الأميركي إلى متهم بقتل بناته الثلاث، قبل أن يختفي في البراري وتطلق أكبر حملة مطاردة في المنطقة. والآن، أعلنت السلطات عن العثور على عظام خلال عمليات تمشيط موسعة، في تطور جديد قد يحمل إجابة على أسئلة معلقة منذ بداية الصيف.
بداية المأساة
القصة بدأت في ٢ يونيو الماضي، حين لم يُعد ترافيس ديكر، البالغ من العمر ٤١ عامًا، بناته الثلاث إلى والدتهن بعد زيارة اعتيادية مقررة بحكم المحكمة. وبعد أيام قليلة، عُثر على جثث بايتن (٩ سنوات)، إيفلين (٨ سنوات)، وأوليفيا (٥ سنوات) قرب مخيم “روك آيلاند” بمحاذاة نهر “آيسيكل كريك”، وقد وُجدت أكياس بلاستيكية على رؤوسهن. وأثبتت تقارير الطب الشرعي أن سبب الوفاة هو الاختناق، وصُنّف الحادث كجريمة قتل بشعة.
المطاردة الكبرى
منذ ذلك اليوم، اختفى ديكر – وهو جندي سابق يتمتع بخبرة واسعة في البقاء على قيد الحياة في الطبيعة – وأصبح هدفًا لواحدة من أوسع حملات الملاحقة في تاريخ المنطقة. أكثر من ١٠٠ عنصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وشرطة واشنطن شاركوا في عمليات التمشيط، شملت المخيمات والغابات والجبال المحيطة بمدينة ليفنوورث، دون العثور على أثر واضح له.
العثور على عظام غامضة
في نهاية أغسطس، وخلال حملة بحث جديدة استمرت يومين، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن اكتشاف عظام في المنطقة نفسها. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت بشرية أو مرتبطة بالقضية، إذ جرى إرسالها إلى قسم الأنثروبولوجيا في جامعة “سنترال واشنطن” لإجراء تحاليل متقدمة. وأكدت السلطات أن النتائج قد تستغرق وقتًا قبل صدور تقرير نهائي.
غموض حول مصير ديكر
رغم مرور ثلاثة أشهر على الجريمة، لم يُعرف بعد ما إذا كان ديكر لا يزال على قيد الحياة أم أنه لقي حتفه خلال فراره. وأوضح شريف مقاطعة تشيلان، مايك موريسون، أن العوامل الطبيعية وحركة الحيوانات تجعل العثور على بقايا كاملة أمرًا نادرًا، مضيفًا أن عمليات التفتيش قد تكشف فقط أجزاءً متناثرة من العظام أو المتعلقات الشخصية.
المأساة وصداها المجتمعي
هذه القضية المأساوية أثارت جدلاً واسعًا في المجتمع الأميركي، ليس فقط بسبب فظاعة الجريمة التي راح ضحيتها أطفال أبرياء، بل أيضًا بسبب قدرة المشتبه به على الإفلات من العدالة رغم المطاردة الضخمة. ومع توسيع نطاق البحث في سبتمبر، يبقى السؤال الكبير مطروحًا: هل سيُعثر على ترافيس ديكر حيًا لمحاسبته، أم أن القضية ستبقى معلقة بلا نهاية واضحة؟
