تستمر كوريا الشمالية فى الإصرارعلى أنها خالية تماما من فيروس كورونا فى الوقت الذى يتزايد فيه أعداد الإصابات بالفيروس عالميا لتتجاوز حاجز المليون و599 ألف حالة، وتقول منظمة الصحة العالمية إن كوريا الشمالية، واحدة من الدول القلائل التى لم تسجل حالات إصابة بمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا.
أمريكا تشكك
فى 13 مارس، قال الجنرال روبرت أبرامز، قائد القوات المسلحة الأمريكية فى كوريا الجنوبية، إن الجيش الأمريكى “متأكد إلى حد ما” من وجود حالات “كوفيد 19” فى كوريا الشمالية، وفى أوائل مارس، ذكرت صحيفة “ديلى إن كيه” الكورية الجنوبية أن ما يصل إلى 200 جندى كورى شمالى توفوا نتيجة الإصابة بالفيروس بينما فُرض الحجر الصحى على 4 آلاف آخرين.
موقف كوريا الشمالية بمجرد ظهور الفيروس
أصبح الموقف الرسمى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية هو أن البلاد خالية تماما من العدوى، إذ قال إدوين سلفادور، ممثل منظمة الصحة فى كوريا الشمالية الثلاثاء الماضي: “حتى الثانى من أبريل، أجريت فحوص كوفيد-19 على 709 أشخاص، ولا تقارير تفيد وجود إصابات بالفيروس”، ويتشكك المراقبون -بطبيعة الحال- من هذه النتائج، لا سيما بالنظر إلى تأكيد أكثر من 10 ألاف إصابة و200 حالة وفاة بسبب الفيروس، فى كوريا الجنوبية المجاورة، بينما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة فى الصين -التى تشترك معها فى حدود تمتد لأكثر من 1400 كيلومتر- أكثر من 82 ألف إصابة، وعدد الوفيات تجاوز 3300 وفاة.
وبدأ نظام الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون فى الرد على التهديد غير المرئى فى نهاية يناير قبل وقت طويل من قيام أوروبا بذلك، وكانت صحيفة رودونج شيمون الحكومية قد وصفت، فى وقت سابق، مكافحة الفيروس بأنه “بقاء وطني”، واتخذت كوريا الشمالية بعض الإجراءات الأكثر قسوة منذ الإبلاغ عن الفيروس لأول مرة فى يناير.
إذ توقفت الحياة العامة فى كوريا الشمالية إلى حد كبير، حيث كانت من بين الدول الأولى التى أغلقت حدودها فى فبراير ، وعلقت الحركة الجوية والسكك الحديدية، وأغلقت المدارس والجامعات، وقد فُرض الحجر الصحى على جميع الدبلوماسيين الأجانب فى بيونج يانج لمدة 30 يوما، حيث لم يسمح لهم سوى بالانتقال إلى مدى محدود جدًا.
وبالمقارنة مع تعاملها مع السارس فى عام 2003 والإيبولا فى عام 2014، من الواضح أن القيادة فى كوريا الشمالية أصبحت الآن أكثر حزما بكثير- وربما مثل هذه التجارب السابقة ساعدت فى ذلك.
لكن المسؤولون فى كوريا الشمالية بدأوا في طلب المساعدات الإنسانية، والتى كان على بيونج يانج أن تتخطى مجموعة من العقوبات المفروضة، لتستفيد منها، واضطرت منظمات الإغاثة إلى تأمين إعفاءات طارئة من الأمم المتحدة للسماح بوصول شحنات محددة من المساعدات فى الأسابيع الأخيرة.
بيونج يانج ترد على المشككين
على الرغم من الإجراءات الصارمة التى اتخذتها الدولة لمنع تفشى فيروس كورونا، أجرت بيونج يانج بعض التدريبات على صواريخ باليستية قصيرة المدى.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الشعب الأعلى اجتماعه السنوي الجمعة، الأمر الذى يقول عنه مراقبون دوليون إنه مؤشر على ثقة حكومة كيم فى أن بوسعها جمع مئات من قادة البلاد فى مكان واحد على الرغم من الوباء.
وأفادت وسائل إعلام رسمية الجمعة، 10 أبريل أن الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون أشرف على تدريب عسكرى آخر قبل اجتماع للبرلمان الصورى سيمضى قدما رغم جائحة فيروس كورونا.
وشمل التدريب المحدود وحدات المشاة التى أطلقت قذائف المورتر على أهداف لها، وهو الأحدث فى تدريبات للجيش الكورى الشمالية تجرى منذ شهر.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية فى تقرير إن التدريبات أجريت “لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد”، لافتة إلى أن: “روح الحماسة العالية تسود جميع الوحدات الفرعية ورجال المدفعية وهم يشاركون فى تدريب إطلاق النار بتوجيه مباشر من الزعيم الأعلى”.
وتخطت حصيلة وفيات كورونا حول العالم، مساء الخميس، 95 ألف شخص، فيما بلغ عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس أكثر من مليون و599 ألف حالة، بحسب منصة “ورلدو ميتر” المتخصصة فى متابعة الإحصائيات العالمية.