في خطوة أثارت تساؤلات واسعة على المستويين المحلي والدولي، أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إحياء اهتمامه بفكرة شراء جزيرة جرينلاند من الدنمارك، وهو اقتراح أثار الجدل منذ أن طرحه لأول مرة خلال فترة رئاسته. تأتي هذه الفكرة في سياق استراتيجية تتجاوز مجرد التوسع الجغرافي، وتشمل أبعادًا اقتصادية وسياسية وعسكرية.
جرينلاند: موقع استراتيجي وثروة طبيعية
تعد جزيرة جرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، ذات أهمية استراتيجية فريدة، حيث تقع بين أمريكا الشمالية وأوروبا. تشكل الجزيرة نقطة محورية في القطب الشمالي الذي يزداد أهميته مع تغير المناخ، ما يتيح فرصًا جديدة للتنقيب عن الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والمعادن النادرة. كما يمكن للذوبان الجليدي أن يفتح مسارات تجارية جديدة، ما يجعل جرينلاند محورًا محتملاً للتجارة العالمية.
أبعاد عسكرية واستراتيجية
من الناحية العسكرية، تحتضن جرينلاند قاعدة “ثول الجوية”، وهي منشأة أمريكية حيوية للإنذار المبكر والدفاع الصاروخي. السيطرة على الجزيرة ستعزز النفوذ الأمريكي في المنطقة، خاصة في ظل التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة وروسيا والصين على القطب الشمالي.
الدوافع الاقتصادية
يرى ترامب أن جرينلاند تمثل فرصة اقتصادية هائلة. فبالإضافة إلى مواردها الطبيعية، يمكن تطوير البنية التحتية للجزيرة لتصبح مركزًا للاستثمار والسياحة. وتشير التقارير إلى أن استغلال موارد جرينلاند قد يوفر دخلاً كبيرًا يعزز الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل.
ردود الفعل الدنماركية والدولية
لم يكن رد فعل الحكومة الدنماركية على هذا الاقتراح أقل صدمة مما كان عليه في عام 2019، حيث وصفته آنذاك بأنه “سخيف”. يرى المحللون أن رفض الدنمارك القاطع يعكس الأهمية الاستراتيجية والرمزية لجرينلاند ضمن مملكتها. كما أثار هذا الاهتمام الأمريكي قلق العديد من الدول الأوروبية التي تنظر إلى القطب الشمالي باعتباره منطقة حساسة تحتاج إلى تعاون دولي بدلاً من سياسات التوسع.
طموحات ترامب السياسية
إحياء هذه الفكرة يتزامن مع محاولات ترامب للعودة إلى الساحة السياسية، ما يشير إلى سعيه لتعزيز قاعدته الانتخابية من خلال تبني أفكار طموحة وغير تقليدية. يدرك ترامب أن هذه المقترحات، رغم جدليتها، تحظى باهتمام إعلامي واسع وقد تجذب شريحة من الناخبين الباحثين عن سياسات خارجية جريئة