تبدأ رحلة تعلم المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال في مرحلة مبكرة من حياتهم، حيث يمكن للأطفال بدءًا من عمر السنتين وحتى الخمس سنوات اكتساب قدرات أساسية تساعدهم على إدارة مشاعرهم وبناء علاقات صحية مع الآخرين.
وتتنوع هذه المهارات بين التعرف على المشاعر، واتخاذ القرارات، وتطوير التعاطف، وهي ضرورية لتنمية شخصية متوازنة وفعالة في المجتمع.
ولا يقتصر التعليم الناجح على الإنجاز الأكاديمي فقط، بل يتطلب أيضًا تطوير مهارات اجتماعية وعاطفية تساعد الأطفال على تكوين هويات صحية، وإدارة مشاعرهم، وتحديد أهدافهم.
ويُعرف تعليم هذه المهارات باسم “التعلم الاجتماعي والعاطفي” (SEL)، وهو ذو أهمية بالغة في تشكيل شخصية الطفل وتعزيز قدراته على التفاعل بفعالية مع الآخرين.
وفوائد هذا النوع من التعليم متعددة، من تحسين الأداء الأكاديمي إلى تعزيز العلاقات الصحية بين الأطفال.
كما تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتقنون هذه المهارات يصبحون أكثر استعدادًا للنجاح في المستقبل، حيث يزيد احتمال تخرجهم في المدرسة الثانوية والحصول على شهادات جامعية.
بينما توفر العديد من المدارس برامج للتعلم الاجتماعي والعاطفي، يمكن للآباء أيضًا تقديم هذا النوع من التعليم في المنزل.
ومن خلال ممارسات بسيطة مثل مناقشة المشاعر أثناء مشاهدة التلفاز أو اللعب، يمكن للأطفال تعلم كيفية فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين؛ ما يعزز وعيهم الاجتماعي وقدرتهم على بناء علاقات متينة.
وبحسب موقع Parents، إليك المهارات الأساسية للتعلم الاجتماعي والعاطفي:
- الوعي الذاتي: فهم المشاعر والأهداف الشخصية.
- إدارة الذات: القدرة على التحكم في الانفعالات والسلوك.
- اتخاذ القرارات المسؤولة: التفكير في العواقب قبل اتخاذ القرارات.
- الوعي الاجتماعي: فهم الآخرين والتعاطف معهم.
- مهارات العلاقات: بناء التواصل والتعاون الفعّال.
تعليم هذه المهارات للأطفال في المنزل يمكن أن يتم من خلال الأنشطة اليومية مثل إعداد قوائم مهام، ممارسة الألعاب، أو حتى القيام بأعمال لطف عشوائية؛ ما يسهم في تطوير قدراتهم العاطفية والاجتماعية على نحو طبيعي.