تتعدد الأسباب التي تدفع المراهقين إلى تعاطي المخدرات في الولايات المتحدة، يقع في مقدمتها عدم دعم وتحسين الصحة العقلية لهم، وفقًا لما ذكرته دراسة جديدة أجرتها المراكز المحلية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
وطُلب من المراهقين الذين تم تقييمهم للعلاج من اضطراب تعاطي المواد، تحديد دوافعهم لتعاطي المخدرات والكحول، وجُمِعت حوالي 9،500 من الإجابات بين عامي 2014 و2022.
وكان السبب الأكثر شيوعًا وراء لجوء المراهقين إلى المخدرات والكحول يتمثل بالرغبة في الشعور بالهدوء أو الاسترخاء، مع إشارة نحو ثلاثة أرباع هذا العدد إلى هذا السبب.
وترتبط العديد من الأسباب الرئيسية الأخرى بأساليب التعامل مع التوتر، إذ أفاد 44% منهم أنّهم يتعاطون المواد لوقف الشعور بالقلق بشأن مشكلةٍ ما، أو لنسيان الذكريات السيئة، مع إبلاغ 40% منهم أنّهم يستخدمون المواد للمساعدة في التغلب على الاكتئاب أو القلق
ذكر نحو نصف عدد المراهقين أيضًا أنّهم يتعاطون المواد للاستمتاع، أو كتجربة، وقال أكثر من 2 من كل 5 منهم إنّهم يستخدمونها للنوم بشكلٍ أفضل.
وغالبًا ما يبدأ تعاطي المخدرات في مرحلة المراهقة، ما قد يعرض الأطفال لخطر الجرعات الزائدة المميتة واضطرابات تعاطي المخدرات في مرحلة البلوغ، بحسب ما ذكره تقرير المراكز المحلية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
يؤثر تعاطي المواد المخدرة سلبًا على نمو الدماغ، لذلك أصبحت الصحة العقلية للأطفال في الولايات المتحدة مصدر قلق رئيسي في السنوات الأخيرة، مع إعلان القادة في مجال صحة الشباب عن وجود حالة طوارئ وطنية فيما يتعلق بالصحة العقلية للأطفال والمراهقين في عام 2021.
حدّد الجراح العام، الدكتور فيفيك مورثي، الصحة العقلية للشباب كأولوية رئيسية، وكتب بتقرير استشاري في عام 2021: “التحديات التي يواجهها جيل الشباب اليوم غير مسبوقة، ويصعب التغلب عليها بشكلٍ فريد”.
كما أشار إلى أنّ جائحة كورونا أدّت إلى “تفاقم الضغوط غير المسبوقة التي يواجهها الشباب بالفعل”.
وأظهر تقرير آخر لمراكز أمريكا المتخصصة في مكافحة الأمراض والسيطرة عليها في مايو/أيار، علامات تحسن في الصحة العقلية للأطفال والمراهقين، مع انخفاض زيارات قسم الطوارئ لأسباب تتعلق بالصحة العقلية، لكنها لا تزال تُعتبر “مشكلة صحية عامة كبيرة”، خاصةً بين الفتيات المراهقات.