أعلن رئيس هيئة النقل المتروبوليتية (MTA)، جانو ليبر، في مقال رأي نُشر اليوم، أن نظام مترو أنفاق مدينة نيويورك قد استقبل الراكب رقم مليار لعام 2025، وهو إنجاز تحقق في وقت أبكر من أي عام مضى منذ بداية جائحة كوفيد-19. واعتبر ليبر هذا الإنجاز دليلًا قويًا على عودة نيويورك إلى حيويتها ونشاطها، مشيرًا إلى أن «عدد ركاب وسائل النقل هو أحد أفضل المؤشرات لتتبع عودة نيويورك».
وقد تم تحديد الراكب المحظوظ، وهو زيد النوباني من سكان حي غرينبوينت في بروكلين، يوم الثلاثاء الماضي، مع بقاء 11 أسبوعًا على نهاية العام. ويأتي هذا الرقم القياسي في وقت تتزايد فيه الثقة في نظام النقل العام بالمدينة، والذي يُعد شريان الحياة لملايين السكان والزوار.
عوامل رئيسية وراء زيادة عدد الركاب
أرجع ليبر هذا النجاح إلى مجموعة من التحسينات الاستراتيجية التي نفذتها الهيئة، والتي ركزت على تحسين الخدمة وتعزيز الشعور بالأمان لدى الركاب. وتشمل هذه العوامل:
- زيادة الخدمة: تعمل هيئة النقل حاليًا على تشغيل عدد أكبر من رحلات المترو مقارنة بما كانت عليه قبل الجائحة، وهو قرار استثماري جريء اتخذته الهيئة بدعم من حاكمة الولاية والهيئة التشريعية، في وقت اضطرت فيه العديد من أنظمة النقل الأخرى في البلاد إلى تقليص خدماتها.
- تحسين الأداء: حقق المترو أفضل أداء له في الالتزام بالمواعيد منذ أكثر من عقد، حيث بلغت نسبة الالتزام 85% في شهر سبتمبر. ويمثل هذا تحسنًا هائلاً مقارنة بأواخر العقد الماضي، عندما كانت النسبة تنخفض أحيانًا إلى ما دون 60%.
- تعزيز الأمان: يشعر الركاب بأمان أكبر، وذلك بفضل زيادة وجود ضباط الشرطة في المحطات والقطارات، وتكثيف جهود التواصل مع الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية. كما قامت الهيئة بتركيب عشرات الآلاف من كاميرات المراقبة، وحواجز على أرصفة 100 محطة، وإضاءة LED أكثر سطوعًا.
وقد أدت هذه الإجراءات إلى نتائج ملموسة، حيث انخفض إجمالي الجرائم في نظام المترو بأكثر من 12% مقارنة بعام 2019. كما أظهرت استطلاعات الرأي الشهرية ارتفاعًا كبيرًا في رضا العملاء عن السلامة، حيث أعطى ما يقرب من 70% من المشاركين تقييمًا إيجابيًا، بزيادة قدرها 14 نقطة خلال عام 2025 وحده.
أهمية مترو الأنفاق للمجتمعات المهاجرة
بالنسبة للمجتمعات المهاجرة والمهنيين الجدد في نيويورك، يمثل نظام النقل العام الآمن والفعال أداة أساسية لتحقيق الحراك الاقتصادي والاجتماعي. فالقدرة على التنقل بتكلفة معقولة بين الأحياء الخمسة للوصول إلى فرص العمل والتعليم والخدمات هي عامل حاسم في قدرتهم على الاندماج والنجاح في المدينة. وبالتالي، فإن عودة المترو إلى قوته لا تعد مجرد مؤشر اقتصادي، بل هي أيضًا علامة إيجابية على أن المدينة تستعيد قدرتها على خدمة جميع سكانها بفعالية.
واختتم ليبر مقاله بدعوة الركاب للمشاركة في استطلاع «آراء العملاء» لفصل الخريف، مؤكدًا أن ملاحظاتهم «لا تقدر بثمن» لمساعدة الهيئة على تحديد ما ينجح وما يحتاج إلى تحسين، معربًا عن أمله في الوصول إلى الهدف التالي: ملياري راكب.