ما بين حين وآخر يقع حادث لإطلاق النار في مدارس بالولايات المتحدة الأمريكية؛ ما يسبب حالة من الذعر بين التلاميذ؛ حيث من المفترض أن تكون المدارس أكثر أمانا.
ولكن، بعض المدارس في ولاية أوهايو الأمريكية تبدو محصنة ضد حوادث إطلاق النار؛ وذلك لأنها منذ سنوات يجوبها المدرسون المدربون قتاليا والذين لن يترددوا في إطلاق النار على أي معتد يهدد حياة التلاميذ.
وبحسب “فرانس 24″، فإن مقاطعة شيلبي في أوهايو تدعم تسليح المعلمين في مدارسها، تحت إشراف رجال الأمن؛ حماية لأرواح التلاميذ من المعتدين.
وعلى مدخل مدرسة سيدني الثانوية، تظهر لافتة واضحة مكتوب عليها “في تلك المدرسة، يعكف فريق مسلح ومدرب جيدا على حماية التلاميذ”، بينما يجوب الظابط جون بينس طرق المدرسة متخصرا سلاحه الشخصي في واجبه اليومي؛ كظابط بدوام كامل.
ولكن بينس ليس وحده، فلديه فريقه الخاص من المدرسين المدربين على حمل السلاح، وبالرغم من أن 15 ولاية أمريكية تسمح بنشر ظباط شرطة مسلحين في المدارس حماية للطلاب، فإن مدارس مقاطعة شيلبي فقط من تسمح بتسليح المدرسين.
ويقول أحد المدرسين الحاملين للسلاح لـ”فرانس 24” -دون ذكر اسمه- “لا أخاف ولن أتردد لفعل أى شيء لحماية التلاميذ، حتى إن اضطررت لرمي أحدهم بالرصاص إذا شكل تهديدا على الباقين، فكما أفعل أي شيء لحماية أسرتي؛ فعلي حماية تلاميذي الذين تنتظرهم أسرهم كل يوم ليعودوا سالمين لبيوتهم”.
وتم إقرار إجراءات تسليح المعلمين بمدارس المقاطعة من قبل مأمور المقاطعة الظابط جون لينهورت في عام 2012، عقب حادث مدرسة نيو تاون التي أسفرت عن مقتل 25 شخصا.
ويقول لينهورت إنه فطن لحقيقة مرة، تفيد بأنه “بعد أول طلقة للمعتدي، فإن كل 17 ثانية إضافية تعني وفاة شخص آخر حتى ينتهي الهجوم”.
ويضيف لينهورت أن تسليح المدرسين لن يعني بالطبع أن يجوب المدرسون مدارسهم حاملين أسلحتهم كمشاهد أفلام الكاوبويز، ولكن عوضا عن ذلك يقتصر تسليح المدرس على مسدس 9 ملليمترات من طراز “جلوكال”، يوضع في خزنة خاصة لا تفتح بغير بصمة اليد.
ويقول الظابط بوت هامبل مدير أمن مدرسة سيدني والمسؤول عن أمن 3000 تلميذ في 6 مبان، إن فريق الرد السريع من المدرسين يوفر الأمان للطلاب ويعمل على ردع كل من تسول له نفسه مهاجمة التلاميذ، فهم مدربون على القتل السريع في أقصر وقت.
وبالنسبة للطلاب، يقول الطالب توم في المرحلة الثانوية، إنه مطمئن لمعلميه أنهم قادرين على حمايته وزملائه، موضحا أنه لا يقلق أحد التلاميذ بشأن الأسلحة فهي موجودة بمكان ما لا يستطيع أحد الوصول إليه.
وأما أولياء الأمور، فيقول ديفيد بيشوب، إنه مطمئن على حفيدته الصغيرة تحت حراسة معلميها المتمرسين.
ويوضح المأمور لينهورت أنه قبل تسليم أي مدرس سلاحا خاصا في المدرسة؛ يتم التأكد من أن ليس لديه أي سوابق جنائية، بينما تتم مقابلة شخصية معه بواسطة أحد رجال الأمن، بعدها يتلقى المدرس 20 ساعة من التدريب المبدئي علي السلاح، تتبعها دورة تدريبية لمدة شهر.
ويقول أحد المعلمين المشاركين في برنامج التسليح، إن إدارة البرنامج تحرص على ضمان الانضباط النفسي للمعلمين المسلحين، ومن يثبت عليه عكس ذلك؛ يتم سحب السلاح منه كما حدث مع أحد المدرسين الذي طلق زوجته وهي معلمة في نفس المدرسة، فتم سحب السلاح منه لضمان عدم تأثير مشكلته الأسرية عليه.