تواجه مدارس مدينة نيويورك العامة، أكبر نظام تعليمي في الولايات المتحدة، خطر فقدان جزء كبير من تمويلها الفيدرالي بسبب خلاف متصاعد مع وزارة التعليم الأمريكية حول سياسات استخدام الحمامات المخصصة للطلاب المتحولين جنسيًا. وقد طالبت الوزارة الفيدرالية رسميًا بأن تتوقف مدارس المدينة عن الالتزام بقانون ولاية نيويورك الذي يسمح للطلاب باستخدام الحمامات والمرافق التي تتوافق مع هويتهم الجنسية.
يمثل هذا الصدام مثالًا واضحًا على الصراع الأوسع نطاقًا بين الإدارة الفيدرالية الحالية وحكومات الولايات والمدن التي تتبنى سياسات تقدمية في القضايا الاجتماعية. فبينما يضمن قانون ولاية نيويورك حقوق الطلاب المتحولين جنسيًا، ترى الإدارة الفيدرالية أن هذه السياسة تتعارض مع التوجيهات الفيدرالية، مما يضع النظام المدرسي في موقف صعب بين الامتثال لقانون الولاية أو مواجهة عقوبات مالية من الحكومة الفيدرالية.
شرح للسياق: الفيدرالية والصراعات الثقافية في أمريكا
لفهم هذه القضية، من الضروري فهم نظام الحكم الفيدرالي في الولايات المتحدة، حيث تتوزع السلطة بين الحكومة الوطنية (الفيدرالية) وحكومات الولايات. في كثير من الأحيان، تنشأ نزاعات عندما تتعارض قوانين الولايات مع سياسات الإدارة الفيدرالية، خاصة في القضايا التي تثير انقسامًا اجتماعيًا، والتي تُعرف في أمريكا بـ “الحروب الثقافية” (Culture Wars).
مصطلح “المتحول جنسيًا” (Transgender) يشير إلى الشخص الذي لا تتطابق هويته الجنسية مع الجنس الذي تم تحديده له عند الولادة. وقد أصبحت حقوق هذه الفئة، بما في ذلك الوصول إلى المرافق العامة مثل الحمامات، قضية سياسية وثقافية رئيسية في السنوات الأخيرة. يجادل المؤيدون بأن السماح للطلاب باستخدام المرافق التي تتوافق مع هويتهم هو أمر ضروري لسلامتهم النفسية والجسدية واحترام كرامتهم. وفي المقابل، يثير المعارضون مخاوف تتعلق بالخصوصية والسلامة، خاصة بالنسبة للطالبات.
إن التهديد بقطع التمويل الفيدرالي ليس مجرد إجراء رمزي، بل يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على ميزانية مدارس مدينة نيويورك، التي تعتمد على هذه الأموال لتمويل مجموعة واسعة من البرامج التعليمية والخدمات للطلاب. ويراقب المسؤولون في المدينة والولاية الموقف عن كثب، حيث يمكن أن يشكل هذا النزاع سابقة قانونية هامة تؤثر على الأنظمة المدرسية في جميع أنحاء البلاد.
