يواجه آلاف اللاجئين السوريين الذين وجدوا ملاذاً آمناً في الولايات المتحدة مستقبلاً غامضاً ومقلقاً، حيث من المقرر أن تنتهي صلاحية «وضع الحماية المؤقتة» (TPS) الممنوح لهم في 30 سبتمبر 2025. ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه حدة الخطاب المناهض للهجرة وتتجه فيه الإدارة الحالية نحو سياسات أكثر تشدداً.
شرح السياق: ما هو وضع الحماية المؤقتة (TPS)؟
«وضع الحماية المؤقتة» (Temporary Protected Status) هو وضع إنساني مؤقت تمنحه حكومة الولايات المتحدة لمواطني دول معينة تعاني من ظروف استثنائية تمنع مواطنيها من العودة بأمان، مثل النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية. سوريا مصنفة ضمن هذه الدول منذ عام 2012 بسبب الحرب الأهلية.
هذا الوضع لا يمنح حامله البطاقة الخضراء أو الجنسية، ولكنه يوفر حماية حيوية من الترحيل ويمنح تصريحاً قانونياً للعمل في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن هذا الوضع «مؤقت» ويعتمد تجديده على قرار سياسي من الإدارة الحالية، مما يجعله وضعاً هشاً وغير مستقر.
لماذا القلق الآن؟
هناك عدة عوامل تزيد من قلق الجالية السورية في الولايات المتحدة. أولاً، انتهاء صلاحية الوضع الحالي في 30 سبتمبر يضع مصير ما يقرب من 4,000 حامل لهذا الوضع (والعدد الإجمالي للمستفيدين منه أكبر بكثير) في يد إدارة أظهرت مراراً نيتها في تقليص برامج الحماية الإنسانية.
ثانياً، على الرغم من سقوط نظام الأسد، لا تزال الأوضاع في سوريا كارثية. البنية التحتية مدمرة، والاقتصاد منهار بفعل سنوات الحرب والعقوبات الدولية، والأمن لا يزال هشاً. إن إجبار اللاجئين على العودة إلى مثل هذه الظروف سيكون، بحسب منظمات حقوق الإنسان، انتهاكاً لمبدأ «عدم الإعادة القسرية» في القانون الدولي.
ثالثاً، السياسات الأخيرة للإدارة، مثل «حظر السفر» الجديد الذي يشمل سوريا، تشير بوضوح إلى أن التوجه العام هو نحو تقييد الهجرة من المنطقة وليس تسهيلها أو توفير الحماية. هذا يجعل احتمالية عدم تجديد وضع الحماية المؤقتة (TPS) للسوريين خطراً حقيقياً.
بالنسبة للعائلات السورية التي بنت حياة جديدة في أمريكا على مدى العقد الماضي، فإن فقدان هذا الوضع يعني فقدان وظائفهم، ومنازلهم، ومواجهة كابوس الترحيل إلى بلد لم يعد كما كان. إنها قصة عن الضعف الشديد الذي يعيشه المهاجرون، حيث يمكن لقرار سياسي واحد أن يقلب حياتهم رأساً على عقب.
