نيويورك اليوم

مصرع طفل يبلغ من العمر 8 سنوات في نيويورك يجدد الجدل حول النقاط العمياء في سيارات SUV

شهد حي كراون هايتس في بروكلين حادثًا مأساويًا في نهاية الأسبوع الماضي، حيث لقي طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، يُدعى مردخاي كيلر، مصرعه بعد أن صدمته سيارة دفع رباعي (SUV) عند تقاطع شارع ألباني وباركواي الشرقي. الحادث، الذي وقع مساء السبت، أعاد إلى الواجهة نقاشًا مؤلمًا ومستمرًا في مدينة نيويورك حول سلامة المشاة في الشوارع وخطر المركبات الكبيرة.

تفاصيل الحادث وسياقه الأوسع

وفقًا للتقارير ولقطات كاميرات المراقبة، كان الطفل مردخاي على وشك عبور الشارع عندما تغيرت إشارة المرور. في تلك اللحظة، تقدمت سائقة السيارة، البالغة من العمر 69 عامًا، عبر الضوء الأخضر وصدمت الطفل. من غير الواضح ما إذا كانت السائقة قد رأت الطفل، الذي بالكاد كان رأسه يرتفع فوق مقدمة سيارتها الضخمة من طراز هوندا بايلوت 2011. لم توجه الشرطة اتهامات للسائقة.

هذا الحادث المروع ليس مجرد مأساة فردية، بل هو جزء من نمط مقلق. يجادل دعاة سلامة الشوارع بأن تصميم سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الكبيرة، بواجهاتها الأمامية المرتفعة والعمودية، يخلق “نقاطًا عمياء” ضخمة تجعل من الصعب على السائقين رؤية المشاة، وخاصة الأطفال الصغار. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال أكثر عرضة للوفاة بثماني مرات عند اصطدامهم بسيارة دفع رباعي مقارنة بسيارة ركاب عادية، وذلك بسبب وزنها وتصميمها.

لماذا يهم هذا كل أسرة في نيويورك؟

بالنسبة للعائلات، بما في ذلك الجاليات العربية التي تعيش في أحياء مكتظة بالسكان مثل بروكلين وكوينز، فإن هذه القصة تلامس خوفًا عميقًا يتعلق بسلامة أطفالهم. إنها تسلط الضوء على المخاطر اليومية الكامنة في شوارع المدينة، وتوضح أن الأمر لا يتعلق فقط بسلوك السائقين والمشاة، بل أيضًا بالسياسات المتعلقة بتصميم المركبات وتخطيط الشوارع.

وصفت منظمة “بدائل النقل” (Transportation Alternatives)، وهي مجموعة تدافع عن سلامة المشاة وراكبي الدراجات، الشارع الذي وقع فيه الحادث بأنه “فخ موت” للمشاة. وتدعو مثل هذه المجموعات إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة، مثل إعادة تصميم الشوارع لتكون أكثر أمانًا للمشاة، وفرض معايير أمان أفضل على مصنعي السيارات.

يأتي هذا الحادث في وقت يتزايد فيه الجدل حول أولويات إدارة المدينة. فبينما يطالب النشطاء بمزيد من البنية التحتية للسلامة مثل ممرات الدراجات المحمية ومطبات السرعة، انتقدوا العمدة آدامز لتركيزه في بعض الحالات على إزالة مشاريع السلامة القائمة. هذه المأساة تضع ضغطًا متجددًا على المسؤولين المنتخبين لمعالجة قضية العنف المروري كأولوية للصحة العامة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !