شهدت مدينة نيويورك مأساة جديدة في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت، حيث لقيت فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا مصرعها وأصيب رجل يبلغ من العمر 32 عامًا بعد أن صدمتهما سيارة في حادث صدم وفرار مروع في حي كوينز. وقع الحادث في شارع روزفلت، وهو شريان حيوي يعج بالحياة في المدينة، عندما أقدم سائق المركبة على دهس المشاة ثم لاذ بالفرار من مكان الحادث دون تقديم أي مساعدة أو انتظار وصول السلطات.
وفقًا للمعلومات الأولية الصادرة عن شرطة نيويورك، وقع الحادث بينما كان الضحيتان يسيران في الشارع. وقد أدى عنف الاصطدام إلى وفاة الفتاة المراهقة على الفور، بينما نُقل الرجل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج من إصاباته. لم تكشف السلطات بعد عن هوية الضحايا انتظارًا لإبلاغ عائلاتهم. وقد باشرت فرقة التحقيق في حوادث الاصطدام التابعة لشرطة نيويورك تحقيقًا مكثفًا لتحديد هوية السائق الهارب والمركبة المستخدمة في الحادث.
شرح قانوني: ماذا يعني “الصدم والفرار” في النظام الأمريكي؟
بالنسبة للقراء غير المطلعين على النظام القانوني الأمريكي، يُعد “الصدم والفرار” (Hit-and-Run) جريمة خطيرة. يُلزم القانون في جميع الولايات الأمريكية السائق المتورط في حادث تصادم، خاصة إذا أسفر عن إصابات أو وفاة، بالتوقف في مكان الحادث، وتقديم المساعدة للمصابين إن أمكن، وتبادل معلومات التأمين والهوية مع الأطراف الأخرى، وإبلاغ الشرطة. الهروب من مكان الحادث يُعتبر جريمة جنائية منفصلة تضاف إلى أي تهم أخرى قد تنشأ عن الحادث نفسه، مثل القيادة المتهورة أو القتل غير العمد. وتتراوح العقوبات من غرامات باهظة إلى تعليق رخصة القيادة، وفي الحالات التي تؤدي إلى وفاة، يمكن أن تصل إلى السجن لسنوات طويلة.
تُظهر هذه الحادثة المأساوية التحديات المستمرة التي تواجهها مدينة نيويورك في إطار مبادرتها المعروفة باسم “الرؤية صفر” (Vision Zero)، والتي تهدف إلى القضاء التام على الوفيات الناجمة عن حوادث المرور في شوارع المدينة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال حوادث الصدم والفرار تشكل تهديدًا كبيرًا لسلامة المشاة وراكبي الدراجات في الأحياء المزدحمة مثل كوينز.