عندما بدأ طالب الطب آدم شحاتة مناوبته في مستشفى “سيك كيدز” بمدينة تورنتو الكندية هذا الأسبوع، كان الأمر أشبه بقصة سينمائية.
فقبل 36 عاما، كان آدم طفلا مبتسرا في إحدى حضانات هذا المستشفى في أعقاب ولادته التي أتت قبل الموعد المحدد، حيث قضى أول أشهر من حياته المحفوفة بالمخاطر تحت رعاية أطباء وممرضات “سيك كيدز”.
وقال شحاتة، الكندي صاحب الأصول المصرية، لبرنامج “آز إت هابنز” أو “كما حدث”: “دار في ذهني عندما كنت أمر عبر الأبواب أنني عائد إلى مكان حيث بدأت كل شيء في حياتي”.
وأضاف: “لقد كان هذا حقا شيئا خاصا بالنسبة لي”.
وولد شحاتة قبل أوانه بـ 24 أسبوعا، عام 1982، عندما كان وزنه لا يزيد عن 700 غرام، ويصارع من أجل الظفر بفرصة في الحياة.
ويقول شحاتة، الذي هاجر والده قبل سنوات من مصر إلى كندا: “أستطيع أن أقول لكم إنه حتى اليوم، الأطفال الذين ولدوا في عمر الحمل هذا من غير المرجح أن يعيشوا ، ناهيك عما تعرفونه من الصعوبات الصحية التي سيواجهونها فيما بعد”.
وقد جرى نقل آدم على الفور إلى “سيك كيدز”، حيث كان يتطلب الرعاية على مدار الساعة.
وكان لوالديه ابن آخر يبلغ من العمر 3 سنوات في منزلهما، ويعيشان على مسافة ساعة من المستشفى، لكنهما دأبا على القيام بهذه الرحلة الطويلة كل يوم لزيارته.
وقال شحاتة إنه عانى عددا كبيرا من المشاكل الصحية عندما كان طفلا، بما في ذلك الإصابة بالربو والتهاب الأذن، وكان عليه الخضوع لعمليات جراحية عدة.
لكن ذلك لم يفت في عضد شحاتة، الذي على ما يبدو قرر أن تأخذ رحلته في الحياة مسارا مدهشا.
ويقول شحاتة إنه استطاع الحصول على رخصة طيار وحاز على درجة جامعية في القانون، لكن القدر ساقه الآن لدراسة الطب في جامعة تورنتو، التي يقول إنها واحدة من أفضل كليات الطب في العالم.
وفي حين أن لكل شخص في الحياة ملهم، فقد اختار شحاتة أن تكون بدايته في “سيك كيدز” مصدر إلهامه في مساره الوظيفي النهائي، حيث يداوم بالمستشفى كجزء من دراسته.
ويعاني الطفل الأول لشحاتة من بداية قاسية مثل والده، حيث يعالج من مرض في القلب، ليكون ذلك حافزا إضافيا للأب أن يسلك طريقا مختلفا.
وكان شحاتة قد أنهى دراسته التجريبية في مجال الطيران قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، ووقتها كان هناك عدد قليل جدا من الوظائف المتاحة في مجال الطيران.
وقال: “كان تواصلي مع طبيب في سيك كيدز هو ما جعلني أفكر في تغيير المهنة، وإذا كان علي أن أفعل ذلك، فقد يكون الطب هو المجال”.
واستغرق الأمر مع شحاتة عدة محاولات للالتحاق بكلية الطب، قبل أن يقبل في نهاية المطاف، ليبدأ مشوارا جديدا في حياته من نقطة مهده، ويتبدل دوره من وليد يصارع في إحدى غرف المشفى العريق من أجل الحياة، إلى طبيب يساعد من جاءوا إلى الدنيا من طريق صعب.
ويقول شحاتة: “لم أكن لأفكر أبدا في أن شيئا مثل هذا سيحدث لي. ستستمر الرحلة من هنا”.