السياق الوطني: سباق تسلح سياسي
جاءت تحركات نيويورك كرد فعل مباشر على ما يحدث في ولاية تكساس، حيث وافق المشرعون الجمهوريون على خريطة جديدة للدوائر الانتخابية في منتصف العقد، يُتوقع أن تمنح حزبهم خمسة مقاعد إضافية في الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي المقبلة. هذا الأمر دفع الرئيس السابق دونالد ترامب إلى حث الولايات الأخرى التي يسيطر عليها الجمهوريون على اتخاذ خطوات مماثلة، مما دفع القادة الديمقراطيين إلى الرد بالمثل في الولايات التي يسيطرون عليها.
وفي هذا السياق، صرحت الحاكمة هوكول في بيان بأن نيويورك «ستواجه التمرد القانوني لترامب بشكل مباشر». وفي محاولة لموازنة مكاسب الجمهوريين المحتملة في تكساس، صوت المجلس التشريعي في كاليفورنيا أيضاً للمضي قدماً في خطة لإعادة رسم الخرائط في منتصف العقد، والتي من المتوقع أن تعوض المقاعد التي قد يخسرها الديمقراطيون.
الجدل القانوني والسياسي في نيويورك
في نيويورك، تكمن المشكلة في أن القانون الحالي للولاية لا يسمح بإجراء تغييرات على الخرائط الانتخابية في منتصف العقد بنفس السهولة التي يسمح بها قانون تكساس. وقد أشار عضو الكونغرس الجمهوري مايك لولر إلى هذا الفارق، منتقداً الديمقراطيين ومتهماً إياهم بالنفاق. وقال لولر: «من المضحك أن يتصرفوا وكأنهم أطهر من غيرهم، في حين أنهم حاولوا فعل الشيء نفسه من قبل. الفارق هو أن ما تفعله تكساس قانوني، وما تحاول نيويورك فعله ليس كذلك».
وقد انضمت عضو الكونغرس الجمهورية إليز ستيفانيك، التي يتردد أنها قد تتحدى هوكول على منصب الحاكم، إلى الانتقادات، قائلة: «كانت نيويورك بؤرة التلاعب غير القانوني بالدوائر الانتخابية بقيادة كاثي هوكول في الدورتين الانتخابيتين الماضيتين».
وعلى الرغم من هذه العقبات القانونية، يبدو أن هناك إرادة سياسية قوية لدى الديمقراطيين في نيويورك للمضي قدماً. فقد أفادت التقارير بأن هوكول تحدثت مع رئيس مجلس النواب كارل هيستي وزعيمة الأغلبية في مجلس الشيوخ أندريا ستيوارت-كوزينز حول تغيير العملية. وحتى الآن، أعربت هوكول والعديد من المشرعين، بمن فيهم هيستي، عن دعمهم لتغيير عملية إعادة ترسيم الدوائر في الولاية. وقد تم تقديم تعديل دستوري من قبل نائب زعيم مجلس الشيوخ مايك جياناريس وعضو الجمعية ميكا لاشر للسماح للمجلس التشريعي بتغيير الخرائط الحالية، لكن هذا التعديل لن يدخل حيز التنفيذ إلا قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2028، مما يجعله غير فعال في المعركة الحالية.
بالنسبة للمجتمعات العربية والمهاجرة في نيويورك، فإن هذه المعركة السياسية لها تداعيات مباشرة. فتغيير حدود الدوائر الانتخابية يمكن أن يؤدي إلى تشتيت أصواتهم أو تجميعها بطرق تؤثر على قدرتهم على انتخاب ممثلين يعبرون عن مصالحهم. لذلك، فإن فهم هذه العملية المعقدة أمر بالغ الأهمية للمشاركة المدنية الفعالة.