شهدت ولاية إنديانا الأميركية حادثًا مأساويًا يوم الأربعاء ٥ نوفمبر ٢٠٢٥، بعدما لقيت ماريا فلوريندا ريوس بيريز دي فيلاسكويز، وهي عاملة تنظيف تبلغ من العمر ٣٢ عامًا، حتفها بطلق ناري في الرأس بعد أن دخلت منزلًا بالخطأ أثناء توجهها لأداء عملها المنزلي المعتاد.
تفاصيل الحادث
بحسب ما أعلنته شرطة مدينة ويتستاون بولاية إنديانا، فقد وصلت ماريا وزوجها إلى العنوان المحدد لأداء مهمة تنظيف منزل كما جرت العادة، إلا أنهما أخطآ في تحديد المنزل الصحيح. حاولت ماريا استخدام المفتاح الذي زُوّدت به من قبل أحد الزبائن لفتح الباب، لكن صاحب المنزل الذي لم يكن على علم بالموقف أطلق النار عليها فورًا، لتُصاب في رأسها وتفارق الحياة في الحال.
وقد أكد مكتب الطب الشرعي في مقاطعة بون أن الوفاة تُصنّف كـ«جريمة قتل» من حيث طريقة الوفاة (manner of death)، لكن هذا لا يعني بالضرورة وجود نية جنائية، إذ ما زال التحقيق جاريًا لتحديد نية مطلق النار وما إذا كان تصرفه مبررًا قانونيًا أم مفرطًا في رد الفعل.
غضب شعبي ومطالب بالعدالة
أثار الحادث موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل كثيرون كيف يمكن لخطأ بسيط مثل دخول منزل خاطئ أن ينتهي بمأساة بهذا الشكل. كتب أحد النشطاء: «كانت فقط تؤدي عملها، وهذه العائلة تستحق العدالة». وطالب آخرون بتشديد القوانين المتعلقة بحمل السلاح وضبط حالات الدفاع عن النفس.
ماريا، التي هاجرت من غواتيمالا إلى الولايات المتحدة بحثًا عن حياة أفضل لأطفالها الأربعة، وُصفت من قبل عائلتها بأنها امرأة طيبة وهادئة وملتزمة بعملها. وقد تحوّل مقتلها إلى قضية رأي عام تعكس تصاعد مشاعر الخوف والتوتر في المجتمع الأميركي.
خلفية قانونية: الدفاع عن النفس وحدود «الخطر المعقول»
تُعيد هذه الواقعة إلى الأذهان سلسلة حوادث مشابهة شهدتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، حيث أطلق أصحاب منازل النار على أشخاص دخلوا ممتلكاتهم بالخطأ. وتثير هذه القضايا نقاشًا قانونيًا واسعًا حول حدود ما يسمى بـ«الخطر المعقول» (Reasonable Fear) الذي يبرر استخدام السلاح وفق قوانين الدفاع عن النفس في عدة ولايات أميركية.
ويرى خبراء قانونيون أن القضية الحالية قد تُصنّف في نهاية المطاف ضمن تهم القتل المتهور (Reckless Homicide) أو القتل غير العمد (Manslaughter)، وذلك بناءً على مدى توافر النية أو التجاوز في استخدام القوة.
دعوات لإصلاحات أوسع
يؤكد ناشطون ومنظمات حقوقية أن مقتل ماريا يجب أن يكون دافعًا لمراجعة ثقافة السلاح في الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن انتشار السلاح وسرعة إطلاق النار عند أي شك أصبحتا خطرًا يهدد المدنيين يوميًا. وطالبوا بإجراءات أكثر صرامة لضمان السلامة المجتمعية وإعادة تقييم قوانين حيازة السلاح والتدريب على استخدامه.
المجتمع المحلي في إنديانا يستعد حاليًا لإحياء وقفة تأبينية على روح ماريا تضامنًا مع أسرتها التي فقدت أمًّا وزوجة كانت ببساطة «تؤدي عملها».
