وكالات/ مونت كارلو الدولية
أميركية أفريقية من أصول متواضعة، إنها المدعية العامة في نيويورك، ليتيتيا جيمس، والتي تكرس تحقيقاتها حول رجلين إثنين من أقوى الرجال في الولايات المتحدة: الرئيس السابق دونالد ترامب والحاكم الحالي لولاية نيويورك، أندرو كومو.
ولد الاثنان بفارق عشر سنوات بينهما ،في حي كوينز بمدينة نيويورك ،أحدهما وريث قطب عقارات والآخر لسلالة سياسية. انتهى الأمر بدونالد ترامب الى الوصول الى سدة الرئاسة للولايات المتحدة ، وأندرو كومو ، حاكم ولاية نيويورك ، مثل والده.
خلال مسيرتهما المهنية الطويلة والمثيرة للجدل ، بدا الرجلان القويان وكأنهما لا يمكن المساس بهما طيلة سنوات من الممارسة المهنية التي لم تخلُ من الشوائب والمفاجآت .
في حقيقة الأمر ما يجري اليوم أن موظفًا حكوميًا بسيطًا ، وُلِد في عائلة كبيرة في بروكلين بلا مال أو سلطة ، سوف يحاسبهما.
من أسرة متواضعة لا سلطة لها ولا مال!
إنها “ليتيتيا جيمس ” المرأة العصامية البسيطة، تملك ذكاءً فطريا جعلها تتفوق في الدراسة وتتبوأ منصب المدعي العام لولاية نيويورك ، وتعتبر مسيرتها المهنية مثالا يحتذى لكثير من النساء، حيث أنها أول امرأة ذات بشرة سمراء تصبح مدعية عامة للولاية ، وأول امرأة متحدرة من أصول أفريقية .
أجل، إنها تتابع ملفات شائكة ضد الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب و ضد كومو ، حاكم ولاية نيويورك ، وقد يُزجَّان السجن .
هذه المرأة هي التي بعثرت تلك الصورة الأسطورية في إدارة أندرو كومو “الجيد ” لوباء Covid-19 .فهي عمدت الى نشر تقرير علني في كانون الثاني/يناير 2021 يوضح بالأرقام كيف كان حاكم الولاية قد خفض إلى النصف عددَ الوفيات في دور المسنين بسبب الجائحة ، وهي مسألة، فضلا عن أنها فضيحة فهي يعاقب عليها القانون .
بل إن سلسلة من شكاوى التحرش الجنسي المقدمة ضد أندرو كومو، أسقطته من منصبه السياسي وأثارت تساؤلات حول ما إذا كان سيسحب ترشيحه لإعادة انتخابه في عام 2022 – أو حتى ربما الاستقالة قبل نهاية فترة ولايته الثالثة.
قد يكون دونالد ترامب في خطر أكبر !
لم تتدخر المدعية العامة لولاية نيويورك، ليتيتيا جيمس جهدا ،في مواصلة التحقيق في الممارسات التجارية لمنظمة ترامب وعائلة الرئيس السابق منذ عام 2019. وتمكنت من الكشف شهرًا بعد شهر، عن تقارير مالية يقول محللون، إنها تشكل خطرًا قانونيًا كبيرًا على الرئيس السابق.
وأثارث قضية ترامب وفضيحة دار المسنين ،سيلًا من الاهتمام في الولايات المتحدة الأمريكية .
وباتت يتساءل المواطن الأمريكي العادي ،خارج السياسة ، كيف يمكن لمسؤول منتخب واحد ،أن يكشف عن الكثير من الملفات غير القانونية ويتابع كل من الرجلين قضائيا رغم قوتهما الفائقة !
وهكذا صارت مدعية نيويورك ليتيتيا جيمس شوكة أخرى فى خاصرة ترامب، حيث تحقق فى قضية أخرى هى “الاحتيال العقاري” المحتمل أن تكون شركته قد ارتكبته، التى تعود جذورها للشهادة التى أدلى بها محامى ترامب كوهين أمام الكونجرس فى فبراير 2019، بأن ترامب قام بتضخيم قيمة أصول ممتلكاته لتأمين قروض، وقلل من قيمتها لتخفيض ضرائبه، وهى الشهادة التى منحت أسبابًا للمدعية العامة كى تطلب الاطلاع على معلومات بشأن إمبراطورية ترامب العقارية.
ويرى بعض المختصين في القانون أن “معظم المحاكم تتسامح للغاية مع الرئيس فى أمور مثل جدول الأعمال.. لكن الأمر ليس كذلك مع المواطن العادى”، فى إشارة إلى المرحلة الجديدة والحرجة في حياة ترامب ، الذي فقد منصبه كرئيس للبلاد وبات معرضا للمساءلة القضائية في ملفات عديدة.