الولايات المتحدة

موجة انتقادات تطال إدارة الهجرة الأمريكية بعد وفاة محتجزة واحتجاز آخرين بالخطأ

‎تشهد إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) موجة جديدة من الانتقادات، بعد سلسلة من الحوادث المؤلمة التي طالت مهاجرين في مراكز الاحتجاز، من بينها وفاة امرأة هايتية في ظروف غامضة واحتجاز رجال بالخطأ لفترات طويلة، ما أعاد إلى الواجهة الجدل حول سياسات الاعتقال والمعاملة داخل تلك المراكز.

وفاة ماري آنج بليز تثير الغضب وتساؤلات حول ظروف الاحتجاز

توفيت ماري آنج بليز، 44 عاماً، وهي مهاجرة من هايتي، أثناء احتجازها في مركز التحويل الانتقالي في بومبانو بيتش بولاية فلوريدا مساء الجمعة 25 أبريل. أكدت إدارة الهجرة أن سبب الوفاة لا يزال قيد التحقيق، في حين أفادت شهادات من محتجزات أخريات أنها اشتكت من آلام حادة في الصدر قبل وفاتها، وتم إعطاؤها حبوباً وطُلب منها الاستلقاء، لكنها بدأت تصرخ “صدري! صدري!” قبل أن تنهار وتفارق الحياة.

وكانت بليز قد أوقفت في 12 فبراير بمطار هنري إي. رولسن في سانت كروا بجزر العذراء الأمريكية أثناء محاولتها ركوب طائرة إلى نورث كارولاينا، حيث تبين أنها دخلت الأراضي الأمريكية دون تأشيرة. تم نقلها بين عدة مراكز احتجاز في بورتو ريكو ولويزيانا، وصولاً إلى فلوريدا، وقضت أكثر من عشرة أسابيع في الاحتجاز قبل وفاتها.

شهادات من محتجزات أخريات تحدثت عن ظروف “غير إنسانية”، من بينها تقييدهن بالأصفاد لفترات طويلة أثناء التنقل بين المراكز، الاكتظاظ، نقص المستلزمات الأساسية والرعاية الطبية، ما يثير تساؤلات حول معايير السلامة والرعاية الصحية في تلك المرافق.

اقرأ أيضًا  ترامب يوقع أوامر تنفيذية تفرض إتقان اللغة الإنجليزية على سائقي الشاحنات وتستهدف «المدن الملاذ» للمهاجرين

دعوات للمحاسبة والشفافية

أثارت وفاة بليز موجة غضب في أوساط المدافعين عن حقوق المهاجرين والجالية الهايتية في جنوب فلوريدا. وقالت غيرلين جوزيف، مديرة تحالف الجسر الهايتي: “نعتقد بقوة أن وفاتها كان يمكن تفاديها. سنواصل المطالبة بالمحاسبة وحماية المهاجرين في مراكز الاحتجاز”. كما طالبت منظمات حقوقية ونواب بتحقيق شفاف ونشر نتائج التحقيقات للرأي العام.

ورغم تأكيد إدارة الهجرة أنها توفر “رعاية طبية شاملة” لجميع المحتجزين، وأنهم يخضعون لفحوصات طبية ونفسية عند الوصول مع توفر رعاية طارئة على مدار الساعة، إلا أن هذه التصريحات لم تهدئ المخاوف، خاصة مع تسجيل سبع وفيات في مراكز الاحتجاز منذ بداية السنة المالية 2025.

احتجاز بالخطأ ومعاناة مستمرة

في حادثة منفصلة، احتُجز رجل من فينيكسفيل بولاية بنسلفانيا يدعى بابلو أوسوريو لمدة شهرين بعد أن أخطأت وكالة الهجرة في هويته، حيث تم توقيفه أثناء توجهه إلى عمله، رغم عدم وجود مذكرة توقيف بحقه أو أي سجل جنائي. وأفاد محاميه أن أوسوريو نُقل بين عدة مراكز احتجاز في ولايات مختلفة قبل أن يفرج عنه بكفالة، وهو اليوم يعيش في حالة خوف دائم ويبحث عن سبل لتسوية وضعه القانوني.

وتتكرر حالات الاحتجاز الخاطئ، إذ وثقت تقارير أخرى اقتحام عناصر الهجرة سيارات واعتقال أشخاص دون أوامر قضائية، ليكتشف لاحقاً أنهم ليسوا المطلوبين أساساً، ما يثير مخاوف من انتهاك الإجراءات القانونية وحقوق الأفراد.

تساؤلات حول التعاون بين الشرطة المحلية و”الهجرة”

في فيلادلفيا، أثار تسليم رجل دومينيكاني إلى سلطات الهجرة مباشرة بعد إسقاط التهم الجنائية بحقه، جدلاً حول مدى التزام المدينة بسياسة “الملاذ الآمن” وعدم التعاون مع سلطات الهجرة الفيدرالية، خاصة مع تزايد حالات الاعتقال قرب المحاكم، ما دفع نواباً ومحامين للتحذير من أن ذلك قد يردع المهاجرين عن المثول أمام القضاء خوفاً من الترحيل.

اقرأ أيضًا  ترامب يطالب بعبور السفن الأمريكية مجاناً عبر قناتي السويس وبنما

تسلط هذه الوقائع الضوء على معاناة المهاجرين في مراكز الاحتجاز الأمريكية، وسط مطالب متزايدة بمراجعة سياسات الاعتقال، تحسين ظروف الاحتجاز، وضمان الشفافية والمحاسبة في حالات الوفاة أو الانتهاكات. وتبقى الأسئلة قائمة حول مدى التزام السلطات بحقوق الإنسان، وأثر هذه السياسات على ثقة الجاليات المهاجرة بالنظام القضائي والأمني في الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !