تشهد الولايات المتحدة الأمريكية في الخامس من نوفمبر من العام الجاري 2023, نهاية لفترة التوقيت الصيفي، حيث ستتأخر الساعة ساعة واحدة في تمام الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن يكون هذا العام شاهدًا على نهاية التغيير الدوري للساعة في الولايات المتحدة؟ يأتي هذا التساؤل في ظل مرور مشروع قانون “قانون حماية الشمس” في مجلس الشيوخ الأمريكي بتصويت صوتي بالإجماع.
يتضمن المشروع تحديد التوقيت الصيفي كتوقيت رسمي طوال العام، بدءاً من نوفمبر 2023، حيث أشار الداعمون لهذا التغيير إلى أنه سيسمح للأطفال باللعب في الهواء الطلق لفترة أطول وسيقلل من الكآبة الموسمية.
من ناحية أخرى، توجد بعض الأصوات المعارضة لهذا التغيير، حيث تقول جمعية المتاجر الصغيرة الوطنية إن “لا يجب أن يذهب الأطفال إلى المدرسة في الظلام”. ومنذ عام 2015، قدمت حوالي 30 ولاية تشريعات لإنهاء تغيير الساعة مرتين في السنة، على الرغم من أن بعض الولايات اقترحت القيام بذلك فقط إذا فعلت الولايات المجاورة نفس الشيء.
تم تطبيق التوقيت الصيفي لأول مرة في الولايات المتحدة في عام 1918، وتم استخدامه بشكل دوري منذ الستينيات. تم استخدام التوقيت الصيفي طوال السنة خلال الحرب العالمية الثانية وتمت إعادة اعتماده في عام 1973 في محاولة لتقليل استهلاك الطاقة بسبب حظر النفط، ولكن تم إلغاؤها في العام التالي.
يتميز التوقيت الصيفي بمجموعة من المميزات والعيوب، فهو يساهم في توفير الطاقة ويمنح الناس مزيدًا من الوقت في النهار لاستغلاله في أنشطتهم المختلفة. ولكن على الجهةالأخرى، يتسبب التغيير الدوري للساعة في إرباك النظم البيولوجية للإنسان ويمكن أن يؤثر سلباً على الصحة والسلامة.
يأتي هذا التحول في السياسة في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تحولاً تدريجياً في الرأي العام بشأن التوقيت الصيفي، حيث أظهر استطلاع للرأي أجري في عام 2019 أن 71% من الأمريكيين يفضلون عدم تغيير ساعاتهم مرتين في السنة. وعلى الرغم من أن الانتقال إلى التوقيت الشتوي في نوفمبر 2023 لن يكون دائمًا، إلا أنه قد يمثل خطوة مهمة نحو التخلي عن هذه الممارسة في المستقبل.