الولايات المتحدةهجرة ولجوء

مولودة في أمريكا خلف قضبان الهجرة.. و ICE تصرّ على ترحيلها !

تحولت واقعة توقيف شابة تبلغ 22 عامًا في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند إلى قضية رأي عام وقانون معقّد، بعدما أعلنت محاميتها أن موكلتها «مواطنة أمريكية مولودة داخل الولايات المتحدة»، بينما تؤكد السلطات الفيدرالية أنها «ليست مواطنة» وتخضع لإجراءات ترحيل. القضية تتعلق بـ«دولسي كونسويلو دياز موراليس» (Dulce Consuelo Diaz Morales)، التي احتجزتها وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE = Immigration and Customs Enforcement) وتتنقل منذ أسابيع بين مراكز احتجاز، قبل أن يتدخل قاضٍ فيدرالي مؤقتًا لإيقاف ترحيلها لحين فحص ادعاء الجنسية.

كيف بدأت القصة؟ توقيف بعد خروجها من مطعم

بحسب تقارير إعلامية أمريكية، أوقفت عناصر من ICE الشابة يوم 14 ديسمبر 2025 في بالتيمور بعد مغادرتها مطعم «تاكو بيل» (Taco Bell) برفقة شقيقتها الصغرى. وتقول الأسرة إن التوقيف كان مفاجئًا ومخيفًا، إذ جرى تطويق السيارة بمركبات قبل اصطحاب الشابة. وتؤكد محاميتها فيكتوريا سلاتون (Victoria Slatton) أنها قدّمت للسلطات وثائق تقول إنها تثبت أن موكلتها وُلدت داخل ماريلاند، وإن القضية «لم يكن يجب أن تصل إلى الاحتجاز من الأساس».

وثائق الدفاع: شهادة ميلاد وسجلات تطعيم وإفادات شهود

تقول سلاتون وفريقها إنهم سلّموا وزارة الأمن الداخلي الأمريكية (DHS = Department of Homeland Security) وICE نسخة من شهادة ميلاد صادرة من ماريلاند، إلى جانب سجلات تطعيم (Immunization records) من مقاطعة «آن أروندل» (Anne Arundel County)، وإفادات خطية (Affidavits) لأشخاص قالوا إنهم كانوا حاضرين وقت الولادة أو بعدها. كما تقول المحامية إنها تواصلت مع المستشفى الذي تشير إليه الوثائق، وإن موظفين أكدوا وجود سجلات تتعلق بالاسم والفترة الزمنية، لكنهم لم يتمكنوا من تسليم نسخ كاملة بسبب قيود الخصوصية الطبية (HIPAA = قانون حماية سرية البيانات الصحية).

موقف الحكومة: “ليست مواطنة” وواقعة سابقة على الحدود

في المقابل، نقلت تقارير عن DHS وICE أن الشابة «ليست مواطنة أمريكية» وأنها «لم تقدّم شهادة ميلاد أمريكية صالحة أو أدلة كافية» وفق تعبيرهم. وتشير السلطات إلى واقعة تعود إلى 20 أكتوبر 2023 قرب «لوكيفيل» (Lukeville) في ولاية أريزونا، عندما قالت الجمارك وحماية الحدود (CBP = Customs and Border Protection) إنها عثرت عليها وقدّمت نفسها باعتبارها «مواطنة مكسيكية» مع تاريخ ميلاد متوافق مع هذا الادعاء. وتقول المحامية إن الاعتماد على “التباس” أو تناقضات سابقة لا يلغي جنسية تُكتسب بالميلاد داخل الولايات المتحدة.

نقطة الالتباس الأبرز: اختلاف الأسماء و”لقبان” في الثقافة اللاتينية

من العناصر التي برزت في ملف القضية اختلاف صيغة الاسم في بيانات الحكومة مقارنةً بملفات الدفاع. إذ تستخدم السلطات أحيانًا اسمًا يتضمن لقبين بشكل مختلف (مثل: Dulce Consuelo Madrigal Diaz)، بينما تُسجّلها ملفات الدفاع بصيغة (Diaz Morales). وتقول سلاتون إن الأمر مرتبط بنظام الألقاب المزدوجة الشائع لدى عائلات لاتينية كثيرة، حيث قد يُستخدم لقب الأب ولقب الأم معًا أو بالتبادل في سجلات مختلفة، مؤكدة أن هذا النوع من الاختلافات “شائع” ولا ينبغي أن يُعامل كدليل ينفي الجنسية.

ماذا فعلت المحكمة؟ أمر قضائي يوقف الترحيل مؤقتًا

وصل النزاع إلى المحكمة الفيدرالية في ماريلاند، حيث أصدر قاضٍ في المحكمة الجزئية أمرًا مؤقتًا يمنع ترحيل الشابة أو تغيير وضعها القانوني خلال نظر الدعوى. هذا النوع من الأوامر يُستخدم عادةً كـ“تجميد” مؤقت لمنع وقوع ضرر لا يمكن تداركه (مثل الترحيل) قبل أن تحسم المحكمة السؤال الأساسي: هل احتجازها قانوني أصلًا إذا كانت مواطنة؟ وتصف محامية الشابة بقاءها رهن الاحتجاز، رغم وجود نزاع جدي على الجنسية، بأنه أمر “غير طبيعي” ويستدعي الإفراج لحين حسم المستندات.

التنقل بين مراكز الاحتجاز وتأثيره على الأسرة

وفق تقارير محلية ووطنية، نُقلت الشابة بعد احتجازها في ماريلاند إلى مركز «ريتشوود» الإصلاحي (Richwood Correctional Center) في مونرو بولاية لويزيانا، ثم أشارت تقارير لاحقة إلى نقلها إلى منشأة احتجاز تابعة لـICE في تكساس. وتقول الأسرة إن هذا التنقل جعل التواصل معها ومعرفة مكانها أكثر صعوبة، بينما تؤكد السلطات أن المحتجزين لديهم إمكانية الاتصال بمحامين عبر الهواتف المتاحة داخل المراكز. وتضيف الأسرة أن القضية أثرت بشدة على طفلها البالغ 5 سنوات، خاصة خلال موسم الأعياد، في وقت تتسابق فيه الأطراف لتثبيت الرواية القانونية أمام المحكمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى