وكالات
أثارت قضية الداعشي الأمريكي زكاري كلارك المعروف بـ “عمر الشيشاني، والذي وصفته الصحف الأمريكية براعي “الذئاب المنفردة” في نيويورك، جدلا كبيرا في الولايات المتحدة، بعد نشر اعترافاته المثيرة، عقب صدور أحكام بالسجن ضده، أمس الأثنين، وصلت لـ 20 عاما.
وأعلن مساعد المدعي العام جون ديمرز في قسم الأمن القومي بوزارة العدل الأمريكية، أن زكاري كلارك، الذي يعيش في نيويورك، وحكم عليه مؤخرا بالسجن لمدة 20 عامًا لمحاولته تقديم دعم مادي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، قد أدلى باعترافات مثيرة حول دوره في تقديم الدعم المادي لتنظيم داعش الإرهابي.
واعترف زكاري كلارك، المعروف أيضًا باسم عمر الكبير وعمر الشيشاني وأبو طلحة، 42 عامًا، من بروكلين، أمام المحكمة في أغسطس 2020 بتهمة واحدة تتعلق بمحاولة تقديم الدعم المادي والموارد لمنظمة إرهابية أجنبية محددة، وهي داعش.
وقال ديمرز: “إن الحكم الصادر اليوم بالسجن لمدة 20 عامًا ضد كلارك، يعترف بخطورة سلوكه، بعد دعوته أنصار داعش الآخرين لتنفيذ هجمات إرهابية منفردة في مدينة نيويورك”.
وأضاف: “نحن لا نزال يقظين لخطر الإرهاب وملتزمين بتحديد ومحاسبة أولئك الذين يهددون مجتمعاتنا من خلال دعمهم للمنظمات الإرهابية الأجنبية.”
وكشفت الاعترافات التي نشرتها الصحف الأمريكية اليوم الأثنين، أن كلارك بعدما بايع تنظيم الدولة الإسلامية، زود أفراد آخرين بتعليمات محددة، وحثهم على تنفيذ عمليات الطعن بالسكاكين وصنع القنابل لاستخدامها في هجمات إرهابية.
وأضافت المحامية الأمريكية أودري شتراوس عن المنطقة الجنوبية في مدينة نيويورك، أن “زاكاري كلارك تعهد بالولاء لداعش ونشر دعوات عبر غرف الدردشة المشفرة المؤيدة لداعش، لشن هجمات على الجمهور والمؤسسات في مدينة نيويورك، إلى جانب تعليمات مفصلة لتنفيذ أعمال العنف تلك.
وبحسب وثائق المحكمة، بايع كلارك، وهو مدمن مخدرات، تنظيم الدولة الإسلامية مرتين: الأولى في يوليو 2019 وكانت البيعة لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية آنذاك أبو بكر البغدادي، ثم في أكتوبر 2019 وكانت البيعة لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية الجديد، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي اختاره تنظيم الدولة الإسلامية خليفة بعد مقتل البغدادي.
وبدءًا من مارس 2019 على الأقل، قام كلارك بنشر دعاية داعش من خلال غرف الدردشة المشفرة المخصصة للأعضاء والمنتسبين والداعمين والمجندين المحتملين لداعش، بجانب وسائل اتصال أخرى استخدمها جميعا للتحريض على العنف لصالح داعش.
وتضمنت دعاية كلارك، دعوات لأنصار داعش بارتكاب هجمات إرهابية منفردة في مدينة نيويورك.
وعلى سبيل المثال، في 3 (أغسطس) 2019، نشر كلارك تعليمات حول كيفية تنفيذ مثل هذا الهجوم، بما في ذلك توجيهات حول كيفية تحديد هدف الهجوم، وكيفية إجراء المراقبة قبل العملية، وكيفية إجراء التخطيط التشغيلي، وكيفية تجنب جذب انتباه سلطات إنفاذ القانون، عند التحضير للهجوم وتنفيذه.
وفي مناسبة أخرى، نشر كلارك كتيبًا بعنوان “هجمات السكاكين”، والذي يحرض على قتل “غير المؤمنين” وارتكاب أعمال عنف ضدهم ويبرر ذلك شرعيا.
وحث كلارك المشاركين في غرف الدردشة المشفرة على مهاجمة أهداف محددة ونشر خرائط وصور لنظام مترو أنفاق مدينة نيويورك وتشجيع أنصار داعش على مهاجمة تلك المواقع.
كما تضمنت توجيهات كلارك نشر كتيب بعنوان “اصنع قنبلة في مطبخ والدتك” الذي أصدرته القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتضمن تعليمات مفصلة حول صنع القنابل باستخدام مواد متاحة بسهولة.
وقامت فرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك، والتي تتكون من محققين ومحللين من مكتب التحقيقات الفيدرالي، وشرطة نيويورك وأكثر من 50 وكالة فيدرالية وحكومية ومحلية أخرى، بالتحقيق في القضية.
ونجحت مجهودات وحدات مكافحة الإرهاب الأمريكية، في الوصول إلى كلارك ووقف التحريض المستمر على العنف عبر غرف الدردشة المشفرة نيابة عن داعش”.
وقام مساعدو المدعي العام الأمريكي من المنطقة الجنوبية في نيويورك برفع القضية بمساعدة محامي الادعاء جيسون ديني وتشاد ديفيس من قسم مكافحة الإرهاب التابع لقسم الأمن القومي.