وكالات
دعا نائبان ديمقراطيان في الكونغرس الأميركي، الاثنين، مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي”، للتحقيق مع الرئيس دونالد ترامب، بعد نشر تسجيل صوتي له، يطلب خلاله من سكرتير ولاية جورجيا “إيجاد” نحو 12 ألف صوت، لعكس فارق التصويت مع الرئيس المنتخب جو بايدن.
وفي أحدث محاولة من جانب ترامب للتأثير على نتيجة الانتخابات، أظهرت مقتطفات من مكالمة أجراها مع سكرتير ولاية جورجيا، الجمهوري براد رافينسبرغر، نشرتها صحيفة واشنطن بوست، الأحد، أن الرئيس الأميركي استخدم الإطراء والاستجداء والتهديد بعواقب جنائية غامضة، في محاولة لتغيير خسارته في جورجيا أمام بايدن.
وقال ترامب في المكالمة إن “مواطني جورجيا غاضبون.. الناس في البلاد غاضبون.. ولا يوجد ما يمنع من القول، مثلما تعلم، إنك أعدت إحصاء (الأصوات)”.
وأضاف ترامب “انظر.. هذا كل ما أريد منك فعله. كل ما أريده هو إيجاد 11780 صوتا.. لأننا فزنا بالولاية”، وأصر ترامب على أنه “لا يمكن بأي حال” أن يكون قد خسرها، في حين رفض رافينسبرغر ومستشار مكتبه طوال المكالمة، تأكيدات ترامب، وأبلغا الرئيس بأنه يستند إلى نظريات المؤامرة بشأن الانتخابات التي جرت بنزاهة ودقة.
ورأى النائبان، تيد ليو من كاليفورنيا، وكاثلين رايس من نيويورك، في رسالة وجهاها إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريس راي، أن جوهر المكالمة يقتضي إجراء تحقيق جنائي كامل.
وقالا إنهما بصفتهما عضوين في الكونغرس ومدعيين عامين سابقين، “نعتقد أن ترامب متورط في التحريض أو التآمر لارتكاب عدد من الجرائم الانتخابية”، وأضافا “لذلك نطلب منكم فتح تحقيق جنائي فوري مع الرئيس”.
الخبير القانوني مارك تايت، قال في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” إن ما فعله ترامب مع رافينسبرغر “جناية يحاسب عليها قانون ولاية جورجيا، التي يمكن أن يحاكم فيها فور مغادرته البيت الأبيض، وإذا أدين فلن يكون بوسعه الاستفادة من أي عفو اتحادي”.
وأكد تايت، الذي يقيم في جورجيا، أن مراجعة المكالمة “تظهر ارتكاب ترامب جنايتين، أولاهما التآمر للتأثير على نتائج الانتخابات، والثانية تهديد سكرتير ولاية جورجيا بأنه ارتكب جريمة بإعلان نتائج الانتخابات كما هي، وأنه قد يواجه عواقب ما لم يفعل شيئا مثل منح الرئيس أحد عشر ألف صوت لقلب النتائج”.
وعن الدعوة لمقاضاة رافينسبرغر بسبب “تسريبه” المكالمة، قال تايت “إن سكرتير جورجيا لم يرتكب أي مخالفة، لأن قانون الولاية يسمح بتسجيل المكالمات الهاتفية طالما أن أحد طرفيها على علم بذلك”.
وشدد الخبير القانوني على أن من حق سكرتير ولاية جورجيا نشر المكالمة، لأنها “ليست سرية، ولا تتعلق بالأمن القومي ولأن الرئيس ترامب تصرف خلالها كمرشح يحاول ابتزاز القائمين على الانتخابات ويهددهم بعواقب إذا لم يكذبوا”.
وعندما سُئل سكرتير ولاية جورجيا عما إذا كان يخطط لفتح تحقيق جنائي في المكالمة، قال في حديث مع شبكة “إي بي سي” صباح الاثنين، إن “مدعي عام مقاطعة فولتون يريد النظر في الأمر، ربما يكون هذا المكان المناسب” لبحث الأمر.
وجورجيا واحدة من عدة ولايات حاسمة خسرها ترامب لصالح بايدن في انتخابات الرئاسة التي جرت في الثالث من نوفمبر.