وكالات
كان الخبراء يعتقدون إلى فترة قريبة أن أسلافنا نادرا ما كانوا يتزاوجون مع إنسان نياندرتال. ولكن الدراسات الأخيرة أظهرت أن التزاوج كان ظاهرة شائعة.
وتشير مجلة Nature، إلى أن الإنسان العاقل نشأ في إفريقيا منذ 200 ألف عام، ولم يحدد متى غادرها. وكان يعتقد أن رفات الإنسان العاقل الذي عثر عليه علماء الآثار في كهوف السخول والقفزة في إسرائيل التي يبلغ عمرها 119 ±18 ألف عام و 81 ± 13 ألف عام هو أقدم رفات عثر عليه خارج إفريقيا. ولكن قبل سنوات عثر العلماء في إسرائيل أيضا على رفات عمره 177-194 ألف عام يعود للإنسان العاقل أيضا.
وعند وصول الإنسان العاقل إلى أوراسيا، التقى أنواعا أخرى من البشر غير النياندرتال. وقد أثبت العلماء، أن جميع البشر المعاصرين باستثناء سكان إفريقيا الأصليين يحملون 2-3% من جينات النياندرتال. ولكون هذه النسبة واحدة، اعتقدوا أن الإنسان العاقل تزوج مرة واحدة مع إنسان نياندرتال، وحصل هذا قبل 50-60 ألف عام، وعلى الأغلب في منطقة الشرق الأوسط، حيث ظهر جنسنا قبل أن يظهر في المناطق الأخرى من أوراسيا. لأن الإنسان العاقل انتشر في أوروبا قبل حوالي 45 ألف عام، وتمكن خلال 3-5 أعوام من طرد النياندرتال من معظم مناطقهم.
وكان العلماء قد عثروا في موقع Pestera-cu-Oase الأثري في رومانيا، على رفات الإنسان العاقل عمره 40 ألف عام، كان النياندرتال من بين أسلافهم من الجيل الخامس – السادس، ومع ذلك لم يغير هذا الاكتشاف الوحيد الصورة العامة.
و يدرس الباحثون حاليا رفات ثلاثة ممثلين للإنسان العاقل عثر عليها في كهف باتشو كيرو في بلغاريا، وهي سن كاملة وأجزاء من العظام عمرها 45930 -42580 عاما، وتشير الأدوات الحجرية التي عثر عليها بجانبهم، إلى أنهم من العصر الحجري القديم العلوي. واكتشف الباحثون بعد فك شيفرة الحمض النووي أنهم يحملون آثار التزاوج مع النياندرتال. وهذا يعني أن التزاوج مع النياندرتال كان ظاهرة شائعة بين سكان أوروبا في ذلك الوقت. كما اتضح من نتائج تحليل الحمض النووي، أن هؤلاء يمثلون موجة هجرة منفصلة للإنسان العاقل من إفريقيا، لم تكن معروفة سابقا.
ويشير الباحثون، إلى أن الخط الجيني لهؤلاء الأشخاص الثلاثة، لم ينقطع إلى الآن، ويعيش أحفادهم بيننا. ولكن على الأغلب بين سكان آسيا الأصليين وسكان أمريكا الشمالية، وليس في أوروبا المعاصرة.